عادل السنهورى

أم كلثوم المناضلة.. مرة أخرى

الأحد، 17 أغسطس 2014 07:08 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لم تحصل أم كلثوم على دولار واحد طوال 4 سنوات من حصيلة الأموال التى جمعتها للمجهود الحربى بعد هزيمة 67، كظمت حزنها ومراراتها من الهزيمة ومن حملة التشوية الظالمة ضدها، فقد أطلق بعض السفهاء والجهلاء والحاقدين مقولة

«أن العرب خسروا الحرب بسبب أم كلثوم» وكانت أغانى الحب والعواطف والهيام بمثابة حقن التخدير لواقع العرب الذى أفضى للهزيمة.

المقولة السخيفة فرضت على أم كلثوم حالة شديدة من الاكتئاب والحزن وقررت عدم الخروج من فيلتها الشهيرة بالزمالك التى تم هدمها بعد ذلك لصالح انفتاح السبعينيات، وقالت: «إذا كنت السبب فى الهزيمة فأنا على استعداد لاعتزال الفن».

خبر الاعتزال أزعج جمال عبدالناصر أحد العاشقين لصوتها ورغم مرارة الهزيمة وجو الحزن والكآبة اتصل بكوكب الشرق لمواساتها ودعمها ومساندتها ضد الشائعات والأقاويل الكاذبة

فما كان منها إلا أنها تعلن التراجع عن الاعتزال واعتبار نفسها «جندى» فى ميدان القتال بصوتها للدفاع عن مصر وشحذ الهمم وتحفيز الناس. ردت أم كلثوم عمليا على كل أعداء النجاح والذين تقاعسوا عن المشاركة فى محنة الوطن وتفرغوا للشماتة

أطلقت العنان لصوتها عالياً ونادت على المصريين والعرب «إنا فدائيون» و«سير بإيمان وبروح وضمير.. دوس على كل الصعب». ووهبت كل حفلاتها للمجهود الحربى ورفعت شعار «الفن من أجل المجهود الحربى» وقالت «لن يغفل لى جفن وشعب مصر يشعر بالعزيمة».

كل من هاجم سيدة الغناء سارع لتقليدها لكن بقيت مبادرة أم كلثوم هى الأبرز من بين كل المبادرات للأدباء والفنانين، كانت أول من تبرعت بمجوهراتها وجابت قرى ومدن مصر لجمع التبرعات والغناء وتخصيص إيرادات حفلاتها للمجهود الحربى، تحملت أم كلثوم عناء السفر والتجول والغناء على حساب ظروفها الصحية.


كان أعلى إيراد لحفلات أم كلثوم العادية لا يتجاوز 18 ألف جنيه لكن ومع أول حفلة لصالح المجهود الحربى فى مدينة دمنهور جمعت 80 ألف جنيه وقدمها محافظ البحيرة وقتها وجيه أباظة للجمهور على أنها «أم كلثوم المناضلة التى تقاتل بأمضى سلاح وهو سلاح الفن، وفى الإسكندرية بلغ إيراد حفلها إضافة إلى التبرعات 100 ألف جنيه و40 كيلوجراما من الحلى بقيمة 82 ألف دولار.

وفى حفلة المنصورة حققت 125 ألف جنيه وفى طنطا 284 ألف جنيه.
لم تكتف بحفلات الداخل فى مصر فغنت فى حفلة باريس الشهيرة على مسرح الأوليمبيك وقدمها الإذاعى الكبير الراحل جلال معوض وفى حفلتها الثانية فى باريس قال الزعيم الفرنسى شارل ديجول بعد الاستماع إليها «لمست معها أحاسيسى وأحاسيس الفرنسيين جميعاً». واستطاعت كوكب الشرق تحقيق إيرادات من حفلات باريس 212 ألف جنيه استرلينى لصالح المجهود الحربى، زارت أم كلثوم الكويت وأبوظبى ولبنان وباكستان وتونس بحضور بورقيبة وفى المغرب بحضور الملك الحسن الثانى وفى الخرطوم بحضور كل القيادات السودانية وفى البحرين والعراق وليبيا.

لم ينته عام 1970 إلا وأم كلثوم قد جمعت للمجهود الحربى أكثر من 3 ملايين دولار. ولم يدخل جيبها دولار واحد رغم المشقة والعناء فى التنقل والسفر وقد تجاوزت من العمر 68 عاماً.

هذه هى أم كلثوم القامة الغنائية والوطنية والقيمة الفنية التى قصدت أن استعيد دورها فى مشاركة وطنها بفنها الجميل بشىء من التفصيل، لعل فى ذلك أية وقدوة يحذوها عشرات من فنانينا فى وقت تحتاج مصر فيه إلى مجهود كل أبنائها.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة