وفقى فكرى يكتب: رسائل مبارك من داخل قفص الاتهام

الأحد، 17 أغسطس 2014 06:20 ص
وفقى فكرى يكتب: رسائل مبارك من داخل قفص الاتهام مبارك

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لعلها المرة الثانية التى نستمع فيها إلى مثل هذه النوعية من خطابات الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك، فعلى مدار 30 عاماً سمعنا فيها الكثير من خطاباته لم نر تلك النوعية فى مخاطبة الشعب إلا فى الخطاب الأخير الذى ألقاه مبارك بتاريخ 1 فبراير 2011 والخطاب الأخير أمام قاضيه وأمام الشعب المصرى والعربى والعالم بأسره والذى اعتمد فيه على نبرة مخاطبة ضمير الأمة وسرد إنجازاته وماحققه لمصر على مدار فترة حكمه.

ولقد رتب مبارك بشكل منظم وخطوات متتالية رسائل محددة للشعب استعمل فيها جمل وكلمات مازالت عالقة فى أذهاننا منذ استخدامه لها فى خطاب 1 فبراير الشهير وألهبت دموع الجماهير وقتئذ وكأن من كتب الخطاب الأخير وكلمة المحاكمة اليوم شخص واحد أو أن مبارك تعمد استعمال تلك النوعية من الخطابات لتؤتى ثمارها مع شعب عاطفى طيب، وعلى كل الأحوال فقد أرسل مبارك من خلال كلمته رسائل كثيرة منها:

- الرسالة الأولى تمثلت فى سرد إنجازاته الداخلية خلال فترة "عصيبة" على حد المصطلح الذى وصف به بداية فترته وماقام به من قضاء على الإرهاب واقتلاع جذوره وإنشاء بنية أساسية قوية وإعادة بناء اقتصاد أنهكته الحروب وإسقاط نصف ديون مصر وتحريره للاقتصاد وفتح المجال للاستثمار حتى وصل النمو إلى أعلى معدلاته وبناء المؤسسة التشريعية والقانونية وحرصه على الرعاية الاجتماعية والعدالة الاجتماعية والمواطنة.

- الرسالة الثانية كانت تهدف إلى التأكيد على حرصه الحفاظ على الكيان المصرى من فرض السيطرة الخارجية وحكمته فى مواجهة إسرائيل والحفاظ على السلام معها والاهتمام بفلسطين وغزة ورعايته للقضية الفلسطينية بشكل عام ووحدة صفه وإنشائه سياسة خارجية قوية تعتمد على الندية فى التعامل مع كافة الأطراف والتكافؤ ورفضه وجود أى كيان عسكرى أجنبى على أرض بلاده وإعادته للعلاقات المصرية العربية وإعادة مقر الجامعة العربية من تونس إلى القاهرة.

- الرسالة الثالثة أعرب خلالها عن اعتزازه بالانتماء للقوات المسلحة المصرية وحرصه خلال الكلمة على سرد مراحل تدرجه فى العسكرية المصرية حتى وصوله لمنصب الرئيس وهذه الإشارات تكررت خلال كلمته مرات كثيرة لإعطاء إقتناع تام لدى المتلقى بأنه ابن المؤسسة العسكرية وربما أراد أن يستفيد من نجاحها فى إنقاذ البلاد من الإنجراف الذى كانت متجهه له وتأييد الشعب لذلك.

- الرسالة الرابعة تمثلت فى الرد على كل من شوه صورته وتعمد الإساءة له ولأسرته وما تعرض له من افتراءات ظالمة على حد قوله مؤكداً أنه لايبالى بمن يسعى إلى التعتيم على دوره فى حرب أكتوبر المجيدة أو محو اسمه من على المشروعات القومية أو المؤسسات التعليمية والثقافية مؤكداً أن التاريخ سيحكم بما له وماعليه.

- الرسالة الخامسة شملت وصف مبارك للثورة بأنها مظاهرات استغلها المتاجرون بالدين والمتحالفون معهم من الداخل والخارج مما حولها إلى تخريبية ثم تطرق إلى قراراته التى اتخذها فى الأيام الأولى لاحتواء تداعيات الأمر منها موافقته على وضع خطوات واضحة تضمن انتقال السلطة طبقاً للدستور والقانون ولكنه فى النهاية تنحى لتأكده أن المتاجرين بالدين يسعون إلى إسقاط الدولة ومؤسساتها وهذا جعله يتنحى من أجل الحفاظ على البلاد ولكى لاتنجرف مصر إلى الانهيار.

- الرسالة الأخيرة أصر خلالها على أن يؤكد على استمرار اعتزازه بما قدمه لبلده ولبنى وطنه مكرراً أنه لم يكن ابداً ليؤمر بقتل المصريين وهو الذى أفنى عمره فى خدمة هذا الوطن ومعترفاً أن قراراته ربما جاءت فى بعض الأوقات أقل مما تطلع له المصريون.

واختتم مبارك كلمته القصيرة المرتبة بعناية برسالة خاصة جداً للشعب المصرى طالبهم فيها بالحفاظ على وحدة الوطن والالتفاف حول قيادته والانتباه لما يحيط بهذا الوطن من مكائد ومؤامرات وبقى حكم الشارع المصرى على كلمات مبارك ورسائله وبقى الأهم وهى كلمة القضاء التى سينطق بها يوم 28 سبتمبر القادم لينسدل الستار مرحلياً على قضية القرن.









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة