القاهرة للدراسات الكردية: نفوذ داعش بالموصل دفع واشنطن للتدخل عسكريا

الإثنين، 18 أغسطس 2014 11:28 م
القاهرة للدراسات الكردية: نفوذ داعش بالموصل دفع واشنطن للتدخل عسكريا صورة أرشيفية
كتب أحمد جمعة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
نظم مركز القاهرة للدراسات الكردية، صباح اليوم، حلقة نقاشية تحت عنوان "مخاطر تغلغل داعش فى شمال العراق". شارك فيها مجموعة من الخبراء والباحثين من مصر وكردستان.

وعرض السيد عبد الفتاح، رئيس المركز، ورقة بحثية من الباحث الكردى العراقى ريكوت إسماعيل، والتى ناقش فيها تأثير ظهور تنظيم داعش الإرهابى على العراق، مؤكدا أن رئيس الوزراء السابق نورى المالكى جرد الجيش العراقى من عقيدته وحوله لكتائب عقائدية شيعية من خلال إقصاء الشيعة والأكراد من الجيش.

وأشارت الورقة البحثية إلى أن الاستسلام والانسحاب أصبحت من صفات الجيش العراقى وذلك عقب الانسحاب الذى قام به عام 1991 وعام 2003 أمام القوات الأمريكية، مؤكدا أن تلك الأحداث إضافة إلى الفساد المالى جعل الجيش العراقى لا يمتلك عقيدة الدفاع عن الأرض، موضحا أن افتقاد الجيش للتدريب والمعرفة بالعدو الحقيقى أحد أسباب عدم تمتع الجيش بأى عقيدة وهو يواجه تنظيما مسلحا ومرتبا.

وأوضح الباحث العراقى أن الولايات المتحدة الأمريكية أعلنت عدم تدخلها عسكريا فى بداية الأحداث لكن عقب زحف داعش نحو الشمال وسقوط الموصل دفع واشنطن إلى التحرك الفورى لأنها أيقنت أن العراق الموحد بحكومته المركزية لن تعود مرة أخرى.

من جانبه أعرب رجائى فايد الخبير فى الشئون العراقية والكردية عن دهشته من سقوط مدينة الموصل العراقية التى يتواجد بها ما يقرب من 68 ألف جندى عراقى مدججين بأحدث الأسلحة الحديثة أمام المئات من تنظيم داعش. مؤكدا أن العناصر المسلحة التابعة لداعش استولت على الموصل بأسلحة خفيفة وسيطرت على الأسلحة الأمريكية الموجودة بالمحافظة، فالمسألة لم تكن داعش ولكن الظروف التى فرضها الحكم الشيعى هى ما دفعت البلاد إلى تلك النقطة الخطيرة.

وأكد "فايد" أن عملية التهميش التى قام بها رئيس الوزراء السابق نورى المالكى للكوادر البعثية والتنكيل بقيادات الجيش العراقى ورفض السنة للدستور العراقى الذى ينص على ضرورة إقامة فيدراليات، وقد كان للممارسات الطائفية من حكومة المالكى دورا فى مطالبة الأماكن التى يتواجد بها السنة بالاستقلال، مشيرا إلى أن داعش لها خلايا نائمة داخل العراق ومن خلال قدرتهم التنظيمية الفائقة استطاعوا السيطرة على المشهد بالعراق.

بدوره أوضح حسام حسن، رئيس وحدة الدراسات الأمريكية بالمركز الإقليمى للدراسات، عن وجود تباين فى الموقف الأمريكى بداية من ظهور تنظيم داعش واختلافه مع توسع داعش واتجاهها نحو الشمال، مؤكدا أن واشنطن ترى أن داعش تمثل تهديدا حقيقا لأمن واستقرار المنطقة وهو ما سيمثل تهديدا للأمن القومى الأمريكى من خلال تهديد حلفاء أمريكا الاستراتيجيين بالمنطقة وعلى رأسهم المملكة العربية السعودية.

وأكد حسن أن الإدارة الأمريكية فى بداية تطور الأزمة العراقية سعت إلى الاتجاه أن للعب دور سياسى لحل الأزمة فواشنطن تسعى إلى حماية مصالحها فى المقام الأول، موضحا أن واشنطن كانت لتجنب العمل العسكرى ضد داعش بالعراق بسبب خسائر حربها الأخيرة عام 2003 التى قدرت بمليارات الدولارات خلاف سقوط مئات الجنود فى عمليات متفرقة بالبلاد.

وأشار إلى أن عدد المستشارين الأمريكيين ارتفع من 300 مستشار عسكرى إلى 1000 مستشار عسكرى، جزء كبير منهم يعمل فى أربيل بإقليم كردستان، موضحا أن تحول واشنطن جاء عقب استهداف الإيزيديين والقيام بمجازر بشرية ضدهم وهو ما أغضب الولايات المتحدة ودفعها إلى تدخل عسكرى محدود لإنقاذ المدنيين والحفاظ على مصالحها بالمنطقة.

وأكد أن حجم مبيعات الأسلحة بين العراق وواشنطن وصل إلى 25 مليار دولار منها 200 مليون دولار أسلحة لصالح أربيل وهو مالم تلتزم به حكومة رئيس الحكومة العراقية السابق نورى المالكى، مشيرا إلى أن أوباما أعلن تسليح أربيل وأكراد العراق لتقليص نفوذ داعش بالمنطقة ومنع توسعها بالعراق، موضحا أن رؤية واشنطن المستقبلية للحكومة العراقية بألا يكون هناك حكومة طائفية وأن يتم دمج السنة فى الحكومة الجديدة، مؤكدا أن واشنطن تعمل فى إطار سياسى وداعش تحتاج لعمل عسكرى ضدها.

من جانبه قال محى الدين مصطفى ممثل حزب العمال الكردستانى بسوريا والباحث الكردى إن حزب العمال الكردستانى له استراتيجية خاصة فى التعامل مع الأحداث بأى دولة حليفة سواء فى إيران أو تركيا أو العراق.

وأضاف مصطفى أن بدء مواجهة القوات الكردية لداعش فى سوريا بدأت منذ ما يقرب من ثلاث سنوات معتمدة على العناصر الكردية التى المتواجدة فى سوريا، مشيرا إلى أن حزب العمال الكردستانى له وجود عسكرى فى العراق و تركيا وإيران لتوحيد وتحرير كردستان.

كما أشار إلى أن وجود داعش فى الموصل يهدد حزب العمال الكردستانى فى المناطق الكردية بالعراق موضحاً أن الحزب الآن يحاول تشكيل قوات للتصدى لقوات داعش بالتعاون مع قادة أمريكيين، مؤكدا أن تكثيف الهجوم الأمريكى على داعش فى العراق سيجعل المواطنين العراقيين يفرون إلى سوريا و تركيا بمناطق الأكراد، مشيرا إلى أن تركيا لا تمانع أن يؤسس حزب العمال دولته الكردية لتفصل بين داعش وتركيا فالقوات العسكرية لحزب العمال توحدت منذ ظهور داعش ومستعدة لمقاتلتهم.

بدوره قال ياسين رؤوف ممثل الاتحاد الوطنى الكردستانى إن قوة تنظيم داعش الإرهابى تسبب فى مسح وإلغاء الحدود بين العراق وسوريا وكردستان العراق القديم بالكامل، مشيرا إلى أن الحدود الحالية هى حدود غير مستقرة بين قوات داعش الإرهابية وكردستان.

وأضاف ياسين أن جبروت داعش أرغم واشنطن على تغيير سياستها الدبلوماسية وبدأت فى التعامل مع حزب العمال الكردستانى الذى كانت تدرجه تحت التنظيمات الإرهابية، مؤكدا أن ما حدث فى الموصل هى انتفاضة شعبية بقيادة داعش الإرهابية انتقاما من حكومة المالكى العراقية التى تعامل أهل الموصل بأساليب وحشية، موضحا أن تركيا وإيران لا يمانعون من إنشاء دولة كردية على الحدود العراقية أو حتى تقسيم العراق لعدة دويلات صغيرة مما يفيد مصالحهم الشخصية بالعراق وهذا لن ينجحوا فيه إذا اتحدت الطائفتين الشيعية والسنية ولكن تحالف حقيقى وليس مجرد شكلا.

بدوره قال اللواء عبد المعين حسن قائد قوات المظلات الأسبق إن العقيدة القتالية للجيوش العربية تتباين من دولة لأخرى وتختلف حسب الموقع الجغرافى للدولة والظروف السياسية التى تمر بها، مؤكدا أن العقيدة العسكرية للجيش العراقى قد دمرت بعد توجه واشنطن ضربة عسكرية للعراق عام 2003 وزحفها بريا مما أدى لاستسلام الجيش وانسحابه من المعركة، مشيرا إلى أن تدمير الجيش العراقى يأتى فى إطار حلقة متواصة لتدمير الجيوش العربية وبدأت بتفكيك وتسريح أكبر وأقوى الجيوش العربية.

وأضاف: "لا يستطيع أحد أن يهدد الأمن المصرى على الرغم من تواجد العديد من المخاطر حولنا، لكن الجيش المصرى على دراية بما يحدث ولديه عقيدة قتالية وهى الدفاع عن الأرض حتى آخر قطرة دم ".








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة