تجمعى يا بنات أفكارى تجمعى واسردى لى القصص, لا تشتكى فأنا أعلم أن منكن الأرملة ومنكن المفجوعة بفقدان ابناً وبيت, تجمعى فلن أخوض بكن حرباً, تجمعى حول نار الذكريات فالحريق كبير ولن يبقى الليلة منا أحد.
لا طريق اليوم ولا نهاية لما نحن فيه من مرارة الواقع, تجردت منا الأفكار وانتحرت الإنسانية بداخلنا على جدران ضمائرنا ولا عزاء لنا فى مصابنا فى أوطاننا, فالجرح غائر والطبيب أضاع الطريق.
ما عادت كلماتى كما كانت وما عاد قلمى يحاكينى, فهذا حال سطورى, مبعثرة!
كما حال أمتنا.
ولكن ما زادنى حيرة فوق حيرتى وضياعى هو ذالك السؤال.
كيف لك أن تخوض حرباً وترفع الراية الخضراء فوق جثامين الأبرياء؟
لماذا خسرنا١٨٥٠ قتيلا و٩٥٠٠ جريح لمجرد أنك واهم, لماذا تكلفة خسائرنا المادية قدرت٢٧٥٪ مقابل ١٪ لخسائر للعدو؟.
كيف لك أن تهاجم وليس لديك وسيلة للدفاع؟ كيف تتقدم وأنت قد سبق وقتلت أخيك فى براثم ليلة سوداء؟ ورفضت يد شقيقك لإنقاذك من محنتة قد أبليت نفسك بها؟.
كيف تتحالف مع من رفع المشانق لإخوتك فى العروبة والدين؟ ولماذا كل هذا الرخص لدم العربى عندك؟ كيف لك أن تضربهم بألعاب نارية لتفتح على إخوتك أبواب الجحيم من السماء لديمروا ما على الأرض؟.
دعنى أرجع بالذاكرة للوراء لأرى اللوحة بإطارها وما خطته ريشة الرسام.. لما صمت طوال السنوات الثلاثة وعند انتهاء شرعية وجودك أعلنت المقاومة؟.
لما هذا الجحد لأخوتك, وما تلك المقاومة التى تصمت دهراً لتنطق دماراً؟ هل هى مقاومة أم مقاولة؟.
سأترك هذه الأسئلة لك لتقرأها ثم تمزق هذه الصفحة وتصفنى وبنات أفكارى بأنى من ذلك العدو.
ماذا عنك أنت أيها القارئ؟ لا تظن بأنك برىء، بل أنت سطرت معى التاريخ فى مجريات جريمة سيدونها التاريخ عنى وعنك من الخذلان والسبات.
كيف لك أن تهتم بدم "غ" على "ع " و"س" ؟
يقتل يومياً من "ع" و"س" وأنت أبكم ليس لك إلا الإجهاش بالبكاء؟... تظاهرت وأرسلت المال والدواء لـ "غ" وأنت من تجاهل ونكر حق "ع" و"س"؟ أى ضمير متناقض غير متساوى هذا؟.
ماذا أصابك أخى القارئ, ماذا دهاك أخى القارئ هل أصبحت ذلك الشخص الذى يتعلم اللغة فيسمع الكلام ولكن لا يعى ما يسمع؟ يتأثر بمؤثرات الصوت وينظر للصورة لينتظر من أخرج هذا العمل؟.
أسالك بالله هل الدمار والأيتام والأرامل والانهيار هو المعنى الجديد للانتصار؟ أم الجوع والرجوع للوراء وتدمير الأرض والإنسان دليل جديد للصمود؟.
دعك منى ولا تجاوب, إنها مجرد أسئلة أطلقها رصاص قلمى على هذه الصفحة لتغير فى واقع أمة أصبحت لا تقراء.
ورقة وقلم
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة