جماهير الألتراس، بأسمائها المختلفة، حسب كل ناد، استمدوا من لعبة كرة القدم نفوذا وسطوة جعلتهم فوق القانون، وأقوى من الدولة، وتخشاهم كل المؤسسات الحاكمة فى مصر.
دولة الألتراس أصبحت أقوى من الدولة المصرية، لها دستورها وقوانينها الخاصة، منذ 25 يناير 2011 وحتى الآن، تهدد من تشاء، وتحرق المؤسسات المشرفة على الألعاب الرياضية بشكل عام، وكرة القدم بشكل خاص، واستطاعت أن تقحم السياسة فى الرياضة، وهو ما استغلته الجماعات والحركات السياسية، ووظفته لخدمة أهدافها بشكل قوى.
وجدنا خيرت الشاطر، مهندس صفقات جماعة الإخوان الإرهابية، يخترق الألتراس بقوة، ويوظفه سياسيا ضد مؤسسات الدولة، خاصة الشرطة والجيش، وإثارة الفوضى والقلاقل، بجانب سيطرة حركة «أحرار» التى شكلها حازم أبوإسماعيل على جماهير «الوايت نايتس»، واستطاع أن يوظفها فى إثارة العنف، والتلويح بالقوة، وتهديد خصومه من السياسيين ورموز الدولة.
ووسط هذا الصخب والتجاوزات التى لم تشهد لها البلاد مثيلا توارت كل النخب والأحزاب السياسية، خلف ستائر الخوف والرعب من جمهورية «الألتراس»، ولم يستطع شخص واحد أن يواجه هذه الدولة التى اتخذت من «الفتونة» شعارا لها، والتهديد بالحرق والقتل لكل من يعارضهم.
وما تعرض له مرتضى منصور، رئيس نادى الزمالك، من محاولة للقتل، ما هو إلا سيناريو خطير، يكشف بقوة ما آلت إليه الدولة المصرية من ضعف وهوان، وتنامى نفوذ وقوة «الألتراس» فى الشارع، التى استحدثت قانون الغاب لتصفية كل معارضيها ورافضى سلوكها.
دولة الألتراس تحولت من مشجعين لفرقهم إلى صانعى القرار، يتدخلون لتغيير رؤساء الأندية، ومجالس إداراتها المنتخبة شرعيا من الجمعيات العمومية، وتدخلوا لاستبعاد المدربين، وتشكيل الفرق فى المباريات المختلفة، والمطالبة بفرض لاعب بعينه واستبعاد آخر بالقوة.
محاولة اغتيال رئيس نادى الزمالك رسالة قوية وخطيرة، تؤكد ضعف وترهل الدولة المصرية، وغياب هذا الملف الخطير من فوق «طاولة» اهتمام نظام الرئيس عبدالفتاح السيسى ينبئ بمخاطر وخيمة على أمن وأمان وسلامة المجتمع.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة