إبراهيم داود

الليالى

السبت، 02 أغسطس 2014 03:08 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كان آخر حلم ليوسف إدريس هو آخر قصصه التى لم يكتبها قبل رحيله فى 1 أغسطس 1991، أفاق من غيبوبته قبل الأخيرة فى لندن وحكى لابنته، كما كتب صلاح منتصر وقتها، أنه بعد تمام شفائه حلم أنه عاد إلى مصر، وكان هو قائد الطائرة، وعندما وصل إلى ميدان الدقى فوجئ بأن خزانات المياه على العمارات تعوق هبوطه، وقال إنه عقب عودته إلى القاهرة سيقوم بعمل حملة فى الصحف لإزالة هذه الخزانات، لكى تتمكن الطائرات التى نقودها ونحن نحلم من الهبوط، كانت الدبابات الأمريكية قد أخذت مكانها فى المنطقة بعد تدمير العراق، وكان شراء الذمم مزدهرا، ولم يكن النظام فى حاجة إلى المثقفين ذوى الكرامة.

قطاع كبير من اليساريين انضم إلى المشهد الجديد، وبدأ موسم توزيع المناصب والمجلات والمنح على الذين روجوا لضرورة التدخل الأمريكى، بسبب غباء وعنجهية وطمع صدام حسين، كانت بداية سقوط أصنام البلاغة فى الثقافة العربية، الشعراء الذين تغنوا بالقومية العربية وفلسطين توقفوا، وانضموا إلى التنوير النخبوى، كانت أياما ثقيلة لم يحتملها قلب صاحب أرخص ليالى، الموهوب الذى نقل الكتابة وأعلى من شأن المشاعر المنسية، كان يرى أن الثقافة هى المعرفة الممزوجة بالكرامة، فلو كانت الثقافة تعنى المعرفة فقط لما اهتاجت السلطة، فماذا يهمها من سابلة الثقافة ورعاعها، إنما الذى يصنع الأزمة الدائمة هى الثقافة ذات الكرامة.. لها إشعاعها الخاص، تلمحه فى بريق العيون ووضاءة الجبهة وجلال العقل ونصاعة الموقف، كانت ليالى مقبضة استدعاها ما يحدث لغزة، الله يرحمك يا دكتور.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة