لا أعرف لماذا يخشى البعض من رجال الأعمال المبادرة الخاصة بإعداد قائمة سوداء لكل رجال الأعمال الذين مازالوا ممتنعين عن التبرع لصندوق «تحيا مصر»؟ ولماذا هاجم البعض الفكرة دون أن يقدم البدائل، اللهم بعبارة وحيدة، وهى التبرع ليس إجبارًا، وهو قول حق يراد به باطل، لأن هذه النوعية من رجال الأعمال لا تخدم مصر بمثل هذه المقولات التى لا تقدم ولا تؤخر، لأنه إذا كان التبرع ليس إجباريًا كما يزعمون، فإن مساعدة مصر التى استنزفوا خيراتها لأكثر من 30 عامًا واجب قومى، مثل تأدية الخدمة العسكرية.. يجب أن يمتلئ صندوق «تحيا مصر» ليس بـ100 مليار جنيه بل 200 مليار جنيه، يجب أن نستخدم كل الطرق المشروعة لكى نوفر الأموال التى تحتاجها مصر، يجب أن يشارك رجال الأعمال فى هذه المهمة الوطنية إجبارًا واختيارًا لأننا لسنا فى مرحلة ترفيهية، ولا نجمع الأموال لإقامة معهد للسرطان، أو بناء مدرسة، أو ملعب كره قدم، بل نجمع التبرعات لإنقاذ مصر من الانهيار والدمار والخراب المستعجل الذى زادت حدته بعد 25 يناير.
نحن جميعًا، خاصة رجال الأعمال، لا نريد التضحية من أجل مصر، وقد حذرت كثيرًا من استمرار تردى الأوضاع وقلت فى هذا المكان إننا ندمر مصر، وإننا نطالب كل الشعب بالاعتذار لمصر أم الدنيا، وكتبت أيضًا مرات عديدة أقول لأم الدنيا أن تسامحنا.. سامحينا حتى نؤمن أنك ستكونين قد الدنيا، سامحينا لأننا أخطأنا فى حقك سنوات طويلة، لم نرحمك من ظلم من جلس على عرشك لمدة 30 عامًا، أو احتل قصرك لمدة عام، الجميع ظلمك حتى من خرجوا فى ميادين مصر، ظلموك عندما لم يفعلوا لك شيئًا سوى التظاهر وفقط، ولم يسألوا أنفسهم سؤالاً واحدًا: ما الذى نقدمه لك يا مصر غير التظاهر والفوضى؟.. يا مصر نحن لم نفكر فى تغيير بوصلة عملنا الذى لم يتجاوز الصراخ والمعارضة، ولم نقدم لمصر سواء بعد الإطاحة بمبارك أو عزل مرسى سوى المظاهرات الدموية، ورغم ذلك تجد فى مصر من يغالط نفسه، ويزعم أننا شعب مسالم، والحكايات غير الحقيقية التى يروج لها الإعلام المنافق لصالح الشعب المصرى الذى تغيرت معظم مقوماته منذ 11 فبراير، ولم يعد أمامه سوى الفوضى والبلطجة والإرهاب، وهو ما يجعلنا نطالب بضرورة تطبيق نظرية المصارحة، ودون رتوش أو تجميل، وقبل أن يتحقق ذلك، يجب أن نعتذر لمصر الوطن، ومصر المواطن، لأننا قمنا بإهانتها وحصارها بالبذاءات، وهى لم تكن تنتظر منا ذلك، فمصر أم الدنيا وهتبقى قد الدنيا.. مصر التى لم نرحمها منذ 3 سنوات قد أسأنا إليها، تحتاج لإعادة تبييض سمعتها التى حاولت قلة تشويهها من خلال الهجوم على رموز الأمة، فبأيدينا نحن من أساء لسمعة مصر، وليس بعبع المؤامرات الذى دائمًا ما نلقى عليه كل كوارثنا، وفشلنا داخليًا وخارجيًا، لا تفرحوا بالكراسى، فما أسهل الآن فى مصر المحروسة أن تجلس على الكرسى، ولكن من الصعب أن تستمر عليه طويلاً، فالفوضى من أمامك والبلطجة من خلفك، العمل يجب أن يكون سلاحنا وليست الفوضى والهوجة وغيرها من أكاذيب دراويش ما يعرف كذبًا باسم «الربيع العربى».. اللهم هل بلغت، اللهم فاشهد.
عبد الفتاح عبد المنعم
التبرع لصندوق «تحيا مصر» مثل تأدية الخدمة العسكرية
الأربعاء، 20 أغسطس 2014 12:06 م