إبراهيم داود

الشك

الأربعاء، 20 أغسطس 2014 11:51 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مرافعة فريد الديب المسرحية لم تكن عن مبارك وحده، كانت دفاعا عن نظامه كله، وخطاب موكله العاطفى كان مكتوبا لعرض آخر، الفضائيون الأمنيون تصوروا أنهم انتصروا، لا تعرف على من، الشعب لفظ الإخوان كما لفظ النظام الذى سمن مكتب الإرشاد وتاجر معه، هم نسوا أن نظام مبارك هو الذى استدعى الإخوان للنزول إلى التحرير فى يناير لحماية النظام، كانا معا وبصحبتهما الأحزاب الهزيلة يعبرون عن نظام واحد، رمزية مرافعة الديب أوحت لكثيرين أنه حان وقت الانتقام من يناير، لم يعد أحد يتحدث عن الشهداء ولا عن الناس الطيبين الذين اكتشفوا أصواتهم فى الميادين، والذين يتم اتهامهم الآن بالعمالة، هؤلاء هم الذين نزلوا أيضا فى 30 يونيو لاسترداد حريتهم، يوجد أشخاص مشبوهون لا شك، ولكنهم لا يعبرون عن الحلم الكبير الذى قاد الناس.

أنت الآن فى معركة ضد الإرهاب والتبعية وضيق الأفق، تنظر على حدودك ومحيطك فتكتشف أنك محاصر بالكوابيس وأن بلدك فى خطر، وتنتظر أن يتفق الجميع لمواجهة هذا الخطر، فتكتشف أن قطاعا لا يستهان به يريد أولا أن ينتقم من الثورة الأم التى حررت الجميع من الاستبداد، المتهمون بقتل المتظاهرين يقولون إن الشعب المصرى الذى أطاح بمبارك كان يتلقى تمويلا من الخارج، وأنه شارك فى المؤامرة الكبرى، المتهمون بالفساد المالى والسياسى والقتل هذه الأيام هم الذين يشكلون الرأى العام، ويتحدثون على وطنيتهم وتصديهم للحاجات، وتفرد لهم الصحف والقنوات والمساحات لكى ينالوا من أنبل إنجاز إنسانى، لدرجة أن الناس بدأت تشك فى نفسها.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة