على درويش

سعادة أبدية

السبت، 23 أغسطس 2014 08:15 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
عندما يسطع النور فى الصدور وتنهمر أمطار الغيث من سماء العلا طاردة السدود التى تعوق تدفق الخير والحب والرحمة من الإنسان إلى الحياة من معدن وحيوات ونبات. إنه هبة من رب الوجود «الحى القيوم»، الأنوار تتدفق فتطرد الظلام تسحقة فيفر مبتعدا صارخا لأن هذه نهايته. إنها بعث جديد. إنها حنان بلا شيطان. إنسان سجد وهو واقف وسجد وهو جالس وسجد وهو يتحرك. إنه سجود لرب الناس. سجود دائم حتى وهو نائم.

ما أعظم السجود لرب الوجود «الله نور السموات والأرض» أن السجود هو إقرار وفرار إليه «ففروا الى الله» أليس الساجد هو أغنى الأغنياء بربه وبنوره وبحبه وبرعشة الدعاء فى القلب وبدمعة العين شوقا إلى اللقاء. إن قطرة من هذا النور هى بحور من العلوم والفهوم ومفاتيح لكنوز الصدور والعقول. إن النور يزحف فى كل خلايا الجسد فيحول العبد العابد إلى كتلة نور «أصحابى كالنجوم...» أصبح أصحاب تاج الأنبياء عليه الصلاة والسلام كالنجوم لنوريتهم التى استمدوها منه صلى الله عليه وسلم فهو مركز دائرة الوجود المتلقى من المعبود سبحانه وتعالى ما يشاء لمن يشاء. وكانت صحبتهم جسدية وقلبية وجدانية وروحية وتعليمية فأصبحوا أنوار هداية لمن كان فى عصرهم ومن جاء بعدهم. «بأيهم اقتديتم اهتديتم» والمحب النورانى الذى أنعم الله العلى العظيم بالصحبه الوجدانية لتاج الأنبياء فقد سمع وعلم وامتلاء صدره بخمر المحبة فأصبح نجما محمديا مصطفى «وبالنجم هم يهتدون». إلى سبل السماء ليتم بصلاة العبد المحب والصادق فى حبه المعراج المحمدى إلى حيث مصدر كل شىء فيكون الفناء.

ما أحلى الفناء عندما وعندما فقط لا تكون «أنا» البشرية بكل ما فيها من حجب قائمة، ولكن يكون القائم «هو» فتتم سعادة لأن العبد عاد إلى بارئه الكمال المطلق والجمال المطلق والرحمة المطلقة. الراحة الأبدية والسعادة الأزلية. اللهم اجعلنى نورا يسرى فى الحياة وفى صدور عبادك لتهتدى إليك فتكون بك لك سرمدا فى سعادة أبدية.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة