سعيد الشحات يكتب: ذات يوم.. 24 أغسطس 1516.. سليم الأول ينتصر فى "مرج دابق".. والمماليك يقطعون رأس "قنصوه الغورى" حتى لا يقع فى يد العثمانيين

الأحد، 24 أغسطس 2014 08:47 ص
سعيد الشحات يكتب: ذات يوم.. 24 أغسطس 1516.. سليم الأول ينتصر فى "مرج دابق".. والمماليك يقطعون رأس "قنصوه الغورى" حتى لا يقع فى يد العثمانيين سعيد الشحات

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مما يروى عن السلطان المملوكى "قنصوه الغورى" أن رجلا مغربيا جاءه ببندقية، وأخبره أنها ظهرت فى بلاد البندق، وأن بلاد الروم وبعض العرب استخدموها، فطلب منه "الغورى" تدريب بعض مماليكه عليها، ففعل، ولما أتموا تدريبهم ذهبوا بها إليه يطلعونه على ما تعلموه وعلى نتائج السلاح الجديد، وأطلقوا أمامه بعض الطلقات ورأى مفعولها وسرعة القتل التى تحققها، فانزعج وقال للشخص المغربى: "نحن لا نترك سنة نبينا ونتبع سنة النصارى، وقال الله سبحانه تعالى: "إن ينصركم الله فلا غالب لكم"، فرد "المغربى": "من عاش ينظر هذا الملك وهو يؤخذ بهذه البندقية".

ينقل هذه القصة الكاتب والمؤرخ "حلمى النمنم" فى كتابه "أيام سليم الأول فى مصر" نقلا عن المؤرخ "أحمد بن زنبيل الرمال"، وذلك فى سياق تناوله لدخول العثمانيين بقيادة "سليم الأول" إلى مصر بعد موقعة "مرج دابق" التى هزم فيها "الغورى" فى مثل هذا اليوم "24 أغسطس 1516"، فبينما رأى "الغورى" أن يكون جيشه على هذا النحو، كانت البنادق هى سلاح "سليم الأول" فى حروبه لتكوين وتوسيع الإمبراطورية العثمانية.

كان "الغورى" -حسب "النمنم"- سلطانا يقرض الشِّعر ويجيد العربية والتركية ويجلس مع الفقهاء، يتحاور معهم ويناقشهم فى قضايا دينية وفقهية مختلفة، كان رجل دين لا تكوين قائد سياسى وعسكرى فى لحظة فاصلة من تاريخ مصر".

وفى كتاب "مواقف حاسمة فى تاريخ القومية العربية" لـ"محمد صبيح" طبعة عام 1962، يصف يوم "مرج دابق" نقلا عن "ابن زنبل"، مشيرا إلى أن "الغورى" قاتل بـ"13 ألف" مملوك، لكنهم كانوا جنودا مرتزقة، وكان معه أئمة المذاهب الأربعة، وخلفاء سيدى أحمد البدوى، وسيدى إبراهيم الدسوقى، وسيدى عبد القادر الجيلانى، بالإضافة للمؤذنين.

كان القتال عنيفا، وانتصر العثمانيون بجيش قوامه 180 ألف جندى، ويروى "ابن زنبل": "مازال الغورى حتى بقى وحده، فمن شدة ما حصل له انكسر قهرا ووقع مغشيا عليه، ورمى حامل العلم رمحه، وأخذ قماش العلم، وكان مطرزا يساوى ثلاثة آلاف ذهب"، ووجد أمراء المقاتلين المماليك أن خير ما يفعلونه بسلطانهم وهو مغشى عليه أن يقطعوا رأسه حتى لا يقع فى يد العدو، وألقوا بالرأس فى جب قريب، وتراجعت فلول المماليك إلى حلب ثم إلى القاهرة.

فى كتاب "أيام سليم الأول فى مصر" يشير "النمنم" إلى أنه من أسباب انتصار "سليم الأول وجيشه" خيانة "خير بك" أمير حلب، لسلطانه "الغورى"، وانضمامه إلى "سليم الأول" الذى سيطر على الشام، وفاز بكل ما كان يحمله "الغورى" من ذهب وفضة وأموال خرج بها من مصر لدفع رواتب الجنود وعطاياهم، ويسيّر بها مقتضيات الحرب، وقدرت هذه الأشياء بحمولة خمسمائة جمل.











مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة