أكرم القصاص

لا قانون لمواجهة الاستهبال

الإثنين، 25 أغسطس 2014 07:26 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الاستهبال أخطر جريمة بلا مواجهة، وهناك جرائم كثيرة وواضحة يمكن مواجهتها بالقانون، لكن الأخطر فى جرائم لا يمكن تحديدها بشكل واضح، لأنها معقدة وتحتاج إلى تطبيق القانون وأيضاً عمل خارج الصندوق. «الاستهبال» خليط من الفهلوة والبلطجة والهبل والإهمال والتواطؤ. وهى جرائم نتيجتها واضحة على الشارع والمجتمع، لكنها تظل وتتوسع بلا مواجهة.

الاستهبال فى المرور واضح.. الظاهر أن هناك رجال مرور وأجهزة مراقبة ورادارات ولجان، لكن ما يجرى أن حوادث الطرق تتكرر بلا رادع ولا رقيب. فهل يحتاج كل سائق وكل سيارة إلى عسكرى مرور، وهل كل عقار مخالف يحتاج إلى موظف يتابعه، جرائم صناعة الفوضى فى الشارع والمرور.

من جرائم الاستهبال الكبرى إطلاق النار والألعاب النارية يوميا فى الشوارع، والموتوسيكلات المجهولة التى نظمت الداخلية حملة لها ثم توقفت، التوك توك الذى تحول من وسيلة للنقل وكسب الرزق إلى طريقة للبلطجة وقطع الطريق وتعطيل المرور. الخوازيق والأقفال التى تملأ الأرصفة والشارع وكل مواطن أصبح يضع مصدات حديدية ويمنع المرور أو الوقوف. الشارع أصبح مكانا لفرض السطوة واحتلال الأرصفة والشوارع بالحديد والجنازير. وهى صورة من صور البلطجة المخلوطة بالاستهبال، تجرى علنا أمام الأحياء وأجهزة الأمن ولا أحد يتصدى لها.

من مشاهد الاستهبال.. موتوسيكلات يقودها أطفال وصبيان يلعبون بها ويقطعون الطرق ويبلطجون على المارة فى غياب الأمن ويبدون متأكدين أن أحداً لن يعاقبهم، والاستهبال، يمارسه من يحتقرون الدولة والقانون والمواطنين.

لا يوجد مواطن طبيعى إلا ويشكو ويطالب بتطبيق عاجل ورادع. إذن من يرتكب هذه الجرائم غير المستهبلين؟. إذا استعرضنا الوضع نكتشف أن القوانين المتاحة، تكفى لكنها معطلة. وعدم تفعيل القانون يضاعف عدم الاحترام لدى آخرين. وحتى لو تم الإعلان عن تشريعات جديدة، قد لاتكون كافية لمواجهة الفوضى.

لدينا قوانين تعاقب على تجارة المخدرات، وحيازة السلاح بدون ترخيص، والبلطجى الذى يفرض إتاوات ويمارس الإرهاب ويقطع الشارع ويقتل ليسرق، أو بلطجى المرور السائر عكس الاتجاه، ومن يغتصبون الأراضى أو يبنون على أراض زراعية. قوانين لكل شىء.. لكن الاستهبال يعطلها، والاستهبال من موظفى الأحياء والمتواطئين، والقوانين تحتاج إلى التطبيق قبل التفكير فى قوانين جديدة. وإلزام الخارجين باحترام القانون.

الاستهبال يفرض نفسه ويمنع القوانين، ويضيع الأمن ويدمر الشارع علنا، ولا يجد من يواجهه فيتوسع، ويصبح قانونا. وفى حال نجحنا فى مواجهة الاستهبال، سوف تنتهى كثير من الجرائم.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة