شاركت الهيئة العامة لقصور الثقافة ضمن فعاليات المهرجان القومى للمسرح المصرى "الدورة السابعة" الذى تنظمه وزارة الثقافة، تحت عنوان دورة الشاعر الراحل صلاح عبد الصبور، بتقديم مسرحية "القصة المزدوجة للدكتور بالمى" لفرقة قصر ثقافة سيدى جابر، تأليف أنطونيو بويرو باييخو إخراج جمال ياقوت على مسرح الهناجر بالأوبرا.
يتناول العرض فكرة يقظة ضمير شرطى يعمل بالقسم السياسى، خاصة فى مجال تعذيب السجاء بأفظع أنواع التعذيب، وتأتيه اليقظة من خلال إصابته بالعجز الجنسى، حيث تبحث روحه أخيراً عن الشعور بالندم من خلال اللاوعى ويكون ترجمة اللاوعى هو مرضه، ويلعب الطبيب النفسى دورا فى كشف ماوراء المرض الذى تكشفه ماهية عمله، وما هية تأثير ممارسة التعذيب على السجناء، ويتضح لنا أن ممارسة العنف لا تؤذى الأخر فقط ولكنها تؤذى الذات أيضا، يساعده فى يقظه ضميره زوجته التى عرفت الحقيقة ولم تتخلى عن دورها الذى لعبته فى رفض الحياة وهى مذنبة بجهلها عن ما يحدث، وبمجرد علمها تغيير موقفها، حتى وصل الأمر إلى اتخذها موقف الثوار والمتمردين، كما تنتهى الأحداث بتغيير سلوك الشرطى القاسى، حين يدرك أنه يعانى عجز جنسى نتيجة لتعذيب سجين وانتزاع رجولته منه، حتى أدرك أنه قد لقى نفس المصير مع زوجته، وبعد مقاومة شديدة وعوامل نفسية واجتماعية غيرت سلوكه وجعلته يثور ويتمرد على وظيفة، الأمر الذى وصل حد أنه صار سجين وأخذ وضع أحد السجناء الذين يعذبهم، ولكن هذا النص هو جزء من تفاصيل ما يحدث فى القسم السياسى فى لحظات الثورة وكيفية التعامل مع الثوار والمتمردين الذين يكون عاقبتهم التعذيب، وقد قام المخرج بدور الدراما تورج ليربط بين النص وما يحدث فى الواقع خاصة وأنه استخدام إشارات ورموز لها دلالة على تفاصيل ثورة 25 يناير، ونلاحظ توافق الموسيقى والأزياء والديكور والإضاءة والأداء التمثيلى فى العرض.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة