محمود سعد الدين

محمد الغيطى.. كفاية أساطير

الأربعاء، 27 أغسطس 2014 06:16 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يحترم قطاع كبير من الشباب فى جيلى الصف الأول فى الإعلام والصحافة من مذيعين وكتاب، انطلاقًا من ثابتين أساسيين، الأول رد الجميل على ما تعلمناه، والثانى الالتزام بالعادات والتقاليد التى توارثناها من احترام الصغير للكبير، لكن للأسف يومًا بعد يوم يزول الاحترام عن بعض الشخصيات لتصريحاتهم غير المقبولة، وتكرارهم ذكر وقائع على غير الحقيقة.
الأستاذ الفاضل محمد الغيطى أحد أبرز الوجوه التى لم تعد محل تقدير، لأنه استحل لنفسه فى برنامجه بقناة «التحرير» سرد وقائع من «خياله» على أنها «حقائق»، وأحدثها واقعة تحرك الأسطول البحرى الأمريكى بالقرب من المياه الإقليمية المصرية بالتزامن مع 30 يونيو، وقيام الطائرات المصرية بالتحليق فوقه، واستعدادها للضرب بالتوازى مع مهمة خاصة نفذها رجال الضفادع البشرية بقيادة الفريق مهاب مميش، نجحوا بعدها فى أسر قائد إحدى البوارج الأمريكية، وهو ما اضطر الأمريكان لسحب الأسطول، خاصة أن أحد جنرالات المجلس العسكرى اتصل بأوباما وهدده.
لك الله يا مصر.. مذيع يخرج على الهواء يقدم أسطورة وهمية للمشاهد المصرى على أنها واقع، ويدافع عنها بكل قوة، ولبيان كيف وصل الغيطى إلى تلك الدرجة، يجب بيان 3 نقاط أساسية.
1 - الغيطى استند إلى كتاب خيارات صعبة لهيلارى كلينتون فى واقعة تحرك الأسطول الأمريكى، وعند مراجعتى الكتاب كاملًا بمعاونة صديق، تبين أن الكتاب بعدد صفحاته 650 خلا تمامًا من ذكر أى قصه أو رواية من قريب أو من بعيد.. والنتيجة هنا أن الغيطى الصحفى ومقدم برنامج تليفزيونى وآخر فى الإذاعة المصرية لم يقرأ الكتاب، ويفتى بما جاء به بالباطل.
2 - الغيطى ذكر أن الضفادع البشرية تحركت وحاصرت إحدى البوارج الأمريكية، وأسرت قائدًا أمريكيًا، وكان ذلك كله بخطة من الفريق مهاب مميش باعتباره قائد القوات البحرية، بعيدًا عن تأثره بفيلم «الطريق إلى إيلات»، ولكن فات على الغيطى أن مميش ترك القوات البحرية قبل هذا التوقيت بـ10 أشهر، وتحديدًا فى أغسطس 2012، وتولى رئاسة هيئة قناة السويس.. النتيجة أن الغيطى استخدم اسم مميش باعتباره قائد بحرية فى غير محله، فقط ليحبك القصة الأسطورة.
3 - ذكر الغيطى أن جنرال مصرى عظيم اتصل بالرئيس الأمريكى باراك أوباما، وهدده بالتراجع، وأبلغه بغضب السيسى، متجاهلًا تمامًا طبيعة الاتصالات بين قيادات ورؤساء الدول، وأن السيسى نفسه لم يتحدث مع أوباما وقت 30 يونيو، وإن أراد توصيل رسالة لأمريكا لكان عن طريق نظيره فى أمريكا شاك هيجل، وزير الدفاع الأمريكى.
النهاية.. كلام الغيطى حقيقة مادة ثرية على القهاوى، لكنه جريمة إعلامية عندما يقدم على الهواء.. كفى استهزاء بالمواطن أستاذ محمد الغيطى.. وتذكر الكلمات الرائعة لعبدالرحمن الشرقاوى «الكلمة نور، وبعض الكلمات قبور».








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة