لاشك أن خطورة وأهمية مجلس النواب القادم لا تكمن فى شكل ومظهر النواب فقط، وإنما تكمن فى المهمة الملقاة على عاتق النواب فعليهم مهام تشريعية بالغة الأهمية تتمثل فى تغيير البنية التشريعية للدولة بالكامل للتوافق مع النصوص الدستورية الجديدة، ومن ضمن هذه البنية التشريعية القوانين الاقتصادية والتى تهم رجالات المال والاقتصاد وأصحاب الشركات وغيرهم. زد على ذلك المهام الرقابية للنائب والتى تتمثل فى رقابة السلطة التنفيذية فى كل إجراءاتها الاصلاحية، لذلك فإن عضو البرلمان القادم لابد وأن يكون على قدر هذه المسئولية وأن يمتلك العضو من المقومات الشخصية والعلمية والخبرة الكافية ما تؤهله لأداء الدور المنوط به على الوجه الأكمل.
سعى بعض رجال الأعمال للتأثير على متخذى القرار فى الدولة المصرية لم يتوقف، فمنذ انتخاب الرئيس الوطنى عبد الفتاح السيسى رئيسا للبلاد، ولم يتوقف سعيهم الدؤوب فى الحفاظ على مصالحهم الاقتصادية وترتيباتهم المالية، لذلك فإن كل طاقتهم الآن مسخرة لخدمة مشروعهم الخفى فى تجهيز بعض العناصر لخوض الانتخابات البرلمانية القادمة حتى يكون لهم ظهير مؤسسى يحمى مصالحهم الاقتصادية ومراكزهم داخل الدولة المصرية.
الكل يعلم أن بعض رجال الأعمال قد أعدوا العدة من أجل الحصول على الأغلبية التشريعية فى مجلس النواب القادم، من أجل تمكين الأعضاء الممولين لهم من دخول البرلمان، وبذلك يضمنوا الحفاظ على مصالحهم، وحتى لا يتم تغيير التشريعات الاقتصادية، والتى قد تؤثر على مراكزهم وشركاتهم المتوحشة والمنتشرة على الأراضى المصرية، بعد أن فشلوا فى التأثير على الرئيس السيسى، وأظهر لهم الرئيس حبه الجم للوطن ونصحه لهم بالسعى والعمل من أجل زيادة الإنتاج وتقليل هامش الربح، فبدأ التفكير فى الدخول من الباب الخلقى وغير المرئى لمعظم أبناء الشعب المصرى.
إننى أضع الشعب المصرى كله - الآن- أمام مسئوليته العظيمة - وأنا على ثقة فى قدرته فى تحمل مسئوليته، لأن الشعب المصرى هو القائد والمعلم - فى اختيار أعضاء مجلس النواب القادم من المصريين الشرفاء، والوطنيين المخلصين، أصحاب الكفاءة والخبرة السياسية العميقة من أجل الخروج بمصرنا الحبيبة من عنق الزجاجة، وتفويت الفرص على رجال المال ممن يعتقدون أنهم يستطيعون شراء كل شىء، وأنهم يملكون زمام الأمور وتوجيه الدفة إلى حيث يرغبون.
يجب أن يكون - وبحق - مجلس النواب القادم معول بناء لمصر الجديدة وليس معول هدم، وأن يقف الشعب المصرى بكل قوة مهما حاول المغرضون والمغيبون من أبنائه لاستخدامه لإعاقة طريق البناء والتقدم والنمو... حمى الله مصر وشعبها.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة