لم يحسب لها يوما، ولم يكوّن ميليشيات إعلامية تروج له ولحكاياته وتعاقداته، كان على باب الله يبحث عن الفرح الذى يحتاجه الناس، ملامحه الطيبة ونزقه المحبب، ومحبته للحياة والغناء، جعلت منه هذا الشخص الذى تربطك به علاقة ودودة، تفرح لرؤيته، على الشاشة فى مكتبه بشارع السودان، عندما يهبط على أصدقائه الحقيقيين البعيدين، هو يريد أن يسمعك ألحانه الغزيرة التى فرغ منها، لا يهم قيمة هذه الألحان الفنية، أنت أمام شخص اكتشف سعادته فى الغناء، أحب أحمد فؤاد نجم وشهدت فى منتصف الثمانينيات معهما كيف ترتجل البهجة يوميا، وكيف يصنع الشجن على نار هادئة، لم نشاهده يغتاب أحدا ولا يحقد على أحد، يفرح بالنجاحات الصغيرة التى يحققها الناس الطيبون، وقع فى غرام فؤاد حداد.
وبدأ مشروعا استراتيجيا لتلحين قصائده الملحنة أصلا، كان غيابه عن المسرح يجعله متوترا، هو يريد الوقوف على الخشبة بحثا عن سعيد صالح، كان المتحذلقون دائما يتهمونه بإهدار طاقته، ويقومون بعمل مقارنة بينه وبين الأقل موهبة الذين تربعوا على عرش الحاجات، هو لم يكن مشغولا بهذه المقارنات، سعيد عاش حياته بالطول والعرض، وعمل كثيرا، ولم ينتظر مكافأة من أحد غير جمهوره الذى كان يرحب به ويتعامل معه على اعتباره قريبا له يعمل فى الفن، لمدة ثلاثين عاما يأنس لعدد محدود من الأصدقاء الجميلين.. سعيد طرابيك، وعهدى صادق، ولطفى لبيب، وخيرى شلبى، والحاج عبدالمنعم، هو لا يحب المدعين والمحبطين، كان غاضبا من السلطة طوال الوقت ودفع ثمن ذلك، ولكنه لم يفكر فى حكاية الزعامة.