«إزيك، وازاى اللى عندك، عاملين إيه، شوف يا صديقى مقالك فيه ملاحظات عليه، مش مفروض مثلا تلزق كلمة «المسلمين» جنب كلمة «الإخوان»، معناها كده إنهم «مسلمين»، وغيرهم لأ، وبعدين لما واحد زيك ضدهم وغيرك يمرر حاجة زى كده، يبقى بيحقق لهم اللى عايزينه، يا جماعة عايزين نضبط المفاهيم، المعركة مع التيارات دى معركة وعى للناس قبل أى حاجة، سلم لى على اللى عندك، سلام».
هذه عينة من الاتصالات التى كنت أتلقاها من المناضل المحترم والنائب البرلمانى أبوالعز الحريرى، وتواصلت بيننا منذ تعارفنا بإصدار العدد الأول من «اليوم السابع» عام 2008، لم يمر أسبوع دون اتصال بيننا، وفى الغالب كان هو الذى يبادر به، وتلك شيمة العظماء، يطرح فى اتصاله فكرة صحفية، أو يحرض على معركة سياسية، أو يزودنى برقم تليفون لمظلوم يحتاج إلى مساندة إعلامية، أو مشددًا على تبنى فكرة طموحة من بنات أفكار مواطن بسيط، أو قضية فساد تحتاج إلى كشف وتتبع.
كل ذلك وغيره مما له علاقة بهموم المصريين البسطاء هو شاغل أبوالعز الحريرى الذى لم يتخلف لحظة واحدة عن نداء الحق والواجب لشعب مصر، قبل وبعد إطلالته الجماهيرية الأولى لجموع المصريين عام 1976، حيث كان نائبًا برلمانيًا عن دائرة «كرموز» بالإسكندرية، وعمره 30 عامًا، وبحيوية الشباب، وصدق الموقف، والانحياز إلى ثورة 23 يوليو 1952، ظل معارضًا شرسًا لسياسات السادات تحت قبة البرلمان مع كوكبة أخرى من نواب الإسكندرية، أبرزهم الدكتور محمود القاضى، وعادل عيد، وكمال أحمد، وكان رفضه لاتفاقية «كامب ديفيد» هو أيقونته مع 12 نائبًا آخرين، مما اضطر السادات إلى حل المجلس، وإجراء انتخابات جديدة شهدت تزويرًا فاضحًا ضد كل معارضى السادات، فخرج «أبوالعز» من البرلمان، لكنه بقى على عهده مناضلًا صلبًا ضد الفساد، والانحياز لصالح الأغنياء، وتعرض للاعتقال فى حملة 5 سبتمبر 1981 ضمن آلاف المعتقلين من مختلف التيارات السياسية.
واصل «أبوالعز» معارضته بنفس القوة طوال فترة حكم مبارك، وفى كل انتخابات برلمانية كان التزوير يتم ضده علنًا، وعاد نائبًا فى انتخابات عام 2000 نتيجة الإشراف القضائى، وتحت قبة البرلمان قاد أكبر حملة ضد احتكار أحمد عز للحديد، وذلك عبر استجوابات وطلبات إحاطة، وظل من المعدودين الذين يذاكرون كل صغيرة وكبيرة فى هذا الملف، فاضحًا من خلاله سياسة الخصخصة بفسادها المنظم لثروات مصر، والتى لم يحدث مثلها فى تاريخ مصر الحديث.
حمل «أبوالعز» على عاتقه مهمة الدفاع عن القطاع العام الذى شيده جمال عبدالناصر، وعرق العمال فى الحفاظ عليه، حتى جاءت لحظة ثورة 25 يناير فكان فى صفوفها الأولى، لأنها الحالة التى عاش لها وناضل من أجلها.
ناضل «أبوالعز» من حزب التجمع كأحد قياداته، وقاوم بالطريق الديمقراطى انحراف الحزب عن خطه السياسى، ولأن الأوراق كانت بحوزة «حلفاء مبارك» فى الحزب، شطبوه منها، لكن من منهم بقامة أبوالعز الحريرى؟!
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة