دائما توجد أخبار سارة فى الصحف، عن تطوير مستشفيات ومدارس ورصف وتوفير شقق وفرص عمل، هذه الأخبار تصدر عن مسؤولين فى احتفالات واجتماعات مشتركة، وتتلقفها الصحف لطمأنة قرائها، ولأنه لا يوجد من يتتبع الوعود، ولأن وعودا يومية تضخ، بدأت تظهر على الوجوه ابتسامات باهتة مع كل خبر، يوجد عندنا مليونا متسرب من التعليم من سن 8 إلى 12 سنة، حسب كلام السيد وزير التعليم، الذى قال فى نهاية العام الماضى إنه اتفق مع فرنسا على مشروع «الفرصة الثانية» من أجلهم، وكان مشروعا آخر دلع، يحصل من خلاله المتسرب على أجر يومى ويعفى من المصاريف بشرط رغبته فى التعلم، وصرح عن مشروع آخر تحت اسم «مصر التحدى» لمساعدتهم على إكمال تعليمهم، وكان من ضمن أحلامه تغيير اسم «أطفال الشوارع» إلى «المتسربين من التعليم».
توجد مشاريع وبرامج أخرى كثيرة بالتأكيد، وأعتقد أنها صادقة، ولكن البرنامج الذى اتفقت عليه وزارتا التربية والتعليم والتضامن الأسبوع الماضى يستحق التأمل، لأنه يستهدف صرف معاش لنصف مليون أسرة فقيرة فى خمس محافظات، مقابل انتظام أبنائها فى الدراسة وإجراء متابعة صحية لأطفالها، الاتفاق الذى تم بين الوزارتين فى وجود خبير مكسيكى يشترط ألا تقل نسبة الحضور عن %85 ولا يزيد عدد أيام غياب الطالب على ثلاثة أيام فى الشهر وقالوا إن تسجيل الحضور والانصراف سيكون إلكترونيا، صرف معاش للفقراء سلوك نبيل لا شك، وواجب على الدولة، ولكن ماذا ستفعل الوزارتان «والمكسيكى» مع الذين لا يوجد لديهم متسربون ولا يثقون فى المسؤولين؟