محمود عبد الرحمن يكتب: الأكاذيب الإسرائيلية لتشويه الشخصية العربية

الأحد، 31 أغسطس 2014 06:23 م
محمود عبد الرحمن يكتب: الأكاذيب الإسرائيلية لتشويه الشخصية العربية اطفال يهود

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

"فى إحدى جولاته.. لقى وزير الدفاع الإسرائيلى موشى ديان شابا وسط مجموعة من الشباب فى قرية فلسطينية باسلة.. فصافحهم بخبث يهودى غادر.. غير أن الشاب أبى أن يصافحه وقال له أنتم أعداء أمتنا تحتلون أرضنا وتسلبون حريتنا لكن يوم الخلاص منكم لابد آت.. فابستم موشى ديان وقال: حقا سيأتى يوم نخرج من هذه الأرض وهذه نبوءة نجد لها فى كتبنا أصلا، ولكن بشرط: إذا قام فيكم شعب يعتز بتراثه ويحترم دينه ويقدر قيمه الحضارية.. وإذا قام فينا شعب يرفض تراثه ويتنكر لتاريخه.. حينها تقوم لكم قائمة وينتهى حكم إسرائيل".


هكذا.. يؤمن كبار الكيان الصهيونى بانقضاء أجلهم ونهايتهم المحتومة على يد العرب، لذلك تجمع كبيرهم مع صغيرهم عالمهم مع جاهلهم على طاولة واحدة، لكتابة دستورهم المنيع ليحول دون انقراضهم.. فقال أحدهم: نحن كآباء هوالك.. فلنعتنى بالنبت الواعد "صغارنا" فأرى أن نحدد لهم الطريق ولا نأبه بما يقوله العالم عنا، فطريقنا واضح لا غبار عليه.. وقال آخر: فلنسطوا على أموال العرب فإن بترول العرب وعقل اليهودى كفيلان بخلق جنة على الأرض.. فقاطعته الماكرة جولدا مائير: شعارنا "أكون أو لا أكون" فليردده تلاميذنا بكل طابور مدرسى، وليعلموا أن الصراع الدائر صراع "وجود" لا صراع "حدود" فكل مكان نطأه بأرجلنا يدخل فى نطاق دولتنا، فحدودنا حين يقف آخر جندى من جنودنا.. وعلق صهيونى غادر: انزعوا كل ألفاظ "السلام" فلم ترد كلمة واحدة فى البرنامج التعليمى حول التطلع للسلام بين إسرائيل وجاراتها من العرب.


فمنذ نعومة أظافر الطفل اليهودى، يتسلمه أبواه ويلقنانه أن البشر طائفتان: يهود وغير يهود.. ينطلق هذا التقسيم من عقيدة الاختيار التى جعلت اليهودى يشعر بأفضليته على بقية البشر تحت راية "نحن شعب الله المختار"، إلى أن تربى عند اليهودى أن "الأمم الأجنبية" التى تعبر عنها اللغة العبرية بكلمة "جوييم" أى الأغيار كالبدنة يركبها اليهودى لخدمته، وما يبرهن على شوفونية أفراد الكيان، فإن كثيرا من الآباء الذين لم يتمكنوا من السفر إلى أرض إسرائيل فى حياتهم أوصوا أبناءهم أن ينقلوا رفاتهم إلى أرض إسرائيل -فحسب معتقدهم- أنه لا راحة أبدية لليهودى إلا فى أرض إسرائيل".


ولم يكتف أعداء الأمة بما سبق بل ركزوا على ترديد كتابات صهيونية، كـ إن اليهود هم دائماً "الضحية" وأنهم تم طردهم من بلد لآخر بلا رحمة أو شفقة، بل يضخمون فى ظهورهم كضحية بحيث يحتكرون هذا الدور ويبذلون قصارى جهدهم فى إنكاره على الآخرين.. فيحاولون توظيف دورهم كضحية فى خدمة مشروعهم السياسى الاستعمارى ، فنراهم يطالبون ألمانيا بأن تدفع بلايين الدولارات تعويضا لليهود عما وقع لهم مما يسمى بـ"الهولوكوست"، بذلك -وحسب ميلهم الكاذب- يصبح احتلال فلسطين وطرد سكانها منها مجرد تعويض عما حاق باليهود من أذى على يد النازيين! ، كما يحتفى أعداء الأمة بتأكيد شعور القلق والتوتر عند أطفالهم وذلك لتحقيق استمرارية الإحساس بالاضطهاد عند الأجيال اليهودية المتعاقبة ، لضمان عدم "اندماج وانصهار" هذه الأجيال فى أى مجتمع آخر غير "إسرائيل" .


"لماذا انتصر الكيان الصهيونى على العرب فى عام 1967م؟".. سؤال دار فى أفق أعضاء الكنيست فى تفسير السر وراء انتصار جيش الدفاع الإسرائيلى على العرب فى 1967م.. فجاوب وزير الشؤون الدينية معربا عن جوابه الأكيد، قائلا: "ألخص الانتصار وأفسره فى كلمتين اثنتين هما: إننا آمنا بعقيدة التوراة ثم خدمنا بأساليب علمية".. وقد صفق له معظم أعضاء الكنيست موافقين ومؤيدين.


كما أن هناك عبارات وقصصا ملفقة يلصقونها بالعربى تم رصدها فى كتبهم يعلمونها لتلاميذهم.. "قاتل سفاح.. خائن متلون.. مغتصب قاس لص.. أحول العينين وجهه ذو جروح أنفه معقوف ملامحه شريرة عيونه تبعث الرعب".. كل هذه مواصفات يلصقها أعداء الإنسانية بالعربى.. فضلا عن القصص الخادعة يعلمونها لطلابهم فى كتبهم الدراسية منها قصة "شمعون" الذى أهدى صديقه العربى "أحمد" فى حفل عرسه "صابونة".. فما كان من العربى أحمد إلى أن فتحها أمام الحضور وابتلع منها قطعة وناول المتبقى منها إلى زوجته العربية، فضلا عن قصة المرأة العربية التى أقسمت بالله أنها ولدت ستة أولاد دون أن يمس الماء جسدها، وأن هناك مثلا عند العرب يقول "إن الطفل إذا اتسخ صح واشتد"، كما تتصدر كتب الدراسة صورة حجارة تتساقط من السماء على "الكنعانيين" فى إشارة إلى "الغضب الإلهى" الواقع على العرب المسلمين وإلى "الدعم الإلهى" لهم.


ولتحقيق أهدافهم فى اجتذاب أموال العرب لتصبح لهم السيادة فى الاقتصاد العالمى.. فقد وجد أن كبار الصهاينة يحلّون التعامل بمبدأ "الربا" مع الأغيار "الجوييم" ويحرّمونه مع اليهودى، ولما لذلك كبير الأثر فى جمع المال والثراء السريع ، وبالمقابل الفقر المدقع لغيرهم.


وكما ورد فى كتب تلاميذ اليهود فى المرحلة الابتدائية إطلاق المسميات فى غير مكانها، حيث تداولوا المصطلحات بدقة.. مثل إطلاق اسم "أرض الميعـاد" على "فلسطين" وذلك لتأجيج الحماسة الدينية لدى أطفالهم اليهود للعودة للأرض التى فيها جنتهم، ويستبدلون "الحقوق الفلسطينية" بالمطالب الفلسطينية، ويصفون أنفسهم بـ"المهاجرون اليهـود" بدلا من "المحتلـون اليهـود".


وتحت مبدأ "لا يتحقق الوطن إلى بوحدة الأرض واللغة".. اهتم الإسرائيليون الأوائل بإعادة اللغة "العبرية" وإحيائها.. تلك اللغة المنقرضة منذ نحو 2000 عام، ترجع محاولاتهم الباسلة فى عودتها من أجل الحفاظ على التراث اليهودى الذى تعود أصوله القومية إلى أكثر من 100 دولة وترتبط أصوله الثقافية إلى نحو 80 لغة.. فلابد من جمع الشعب المختلف عرقيا وثقافيا على لغة واحدة لخلق الوحدة فى إسرائيل ولتعميق الانتماء والولاء للوطن والأرض .
وأخيرا.. هناك أضواء متسلطة على بعض التعاليم التى ينتهجها بعض التربويين العرب مع أطفالهم المسلمين وقد تأتى بنتائج سلبية، منها أفكار قد تكون خاطئة.. فنرى العربى يفكر إما بطريقة حماسية، فيتهور ويركن للتظاهرات غير المجدية والاستنكارات الخجولة، وعند التفكير فى البون الشاسع بالحضارة والعلم بين العرب والغرب يستسلم ويهرع للحيل الدفاعية الفاشلة ويفزع لآخر الزمان وأنه لا بد من شخصية خارقة، كالمهدى أو المسيح "فكرة المخلص" ويهرب من مواجهة الواقع بحيل دفاعية جاهلا كيفية التغيير، فتظهر آراء جاهلة كـ"فى آخر الزمان ينفد البترول والمحروقات ونرجع للمحاربة بالسيوف" وننتصر بقوة الشريعة.


خلاصة القول.. إن تكبيرات النصر المأمول تبدأ من التربية السليمة.. والفهم بعمق لا بعنف، وفى ذلك يقول دكتور مصطفى محمود: إذا نزل مؤمن وكافر البحر فلا ينجو إلا من تعلم السباحة، فالله لا يحابى الجهلاء.. فالمسلم الجاهل سيغرق والكافر المتعلم سينجو.. فسنن الكون الطبيعية مقدمة على سنن الخوارق كتدمير الدبابات بالحجارة.. فعند فهم سنن الكون الطبيعية واستخدامها مع الإيمان بالله.. يأتى النصر بالطفرات والكرامات.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 5

عدد الردود 0

بواسطة:

أحمد

تكبيرات النصر المأمول تبدأ من التربية السليمة

عدد الردود 0

بواسطة:

البوب الحبوب

الجدع مش لاقى حاجة يقولها .. ولما لقى .. معرفش .. يا أبويا.. إيه الناس دى

عدد الردود 0

بواسطة:

جارتو

الحمد لله يا محمود إنى شفتك بتكتب عقبال ما تبقى هيكل بحاله

إيه الجمال دا.. إيه الحلاوة دى إيه ده..

عدد الردود 0

بواسطة:

أستاذك الكبير

خطوة جيدة على الطريق

عدد الردود 0

بواسطة:

syd

إن تكبيرات النصر المأمول تبدأ من التربية السليمة.. والفهم بعمق لا بعنف

الصراع الذي لا ينتهي

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة