يمكن القول بيقين كبير إن نجيب محفوظ أعظم مبدع مصرى على مر العصور، وأن إبداعاته تتجاوز ما تركه لنا الأوائل والأواخر من حيث فرادتها وعمقها وحلاوتها.
لقد تمكن هذا الرجل الفذ من اقتناص جوهر الشخصية المصرية بكل تناقضاتها ليلقى بها فى خضم الحياة.. تشارك وتناور وتنفعل وتقاوم وتنهار وتنهض إلى آخر هذه المشاعر الفياضة، وقد بلغ مجمل إنتاجه 35 رواية و19 مجموعة قصصية وكتابا واحد مترجما بعنوان (مصر القديمة أصدره سنة 1932 وعمره 21 عامًا (ولد الأستاذ نجيب فى 11 ديسمبر 1911).
فى اعتقادى أن هذه الغزارة الإبداعية تنهض على «ثلاثية» خاصة جدا اتكأ عليها صاحب نوبل 1988، لكى يستثمر موهبته المتدفقة أفضل استثمار، هذه الثلاثية هى (الإبداع/ الدأب/ النظام)، أى أن عمنا الرائع تولى رئاسة مجلس إدارة موهبته من خلال الدأب والمثابرة، فقد ظل يكتب كل يوم لمدة خمس ساعات باستثناء يومى الخميس والجمعة.
أما النظام، بمعنى تنظيم الوقت تنظيمًا دقيقا وعدم السماح للأيام أن تنهمر من بين يديه دون فائدة، فقد تعامل صاحب «الحرافيش» مع الزمن بإحساس صارم، وهو الذى كتب فى السكرية هذه العبارة البديعة (لن يُمنى الإنسان بعدو أشد فتكا من الزمن).
يبقى الجزء الأخير من «ثلاثيته» وأعنى بها الانكباب على إبداعه وتطوير مهاراته والاستفادة القصوى بنعمة التأمل. أجل.. فنجيب محفوظ يشبه الأنبياء فى قدرته الكبيرة على التأمل، إذ أخلص لهذه النعمة بكل جوارحه، فهو يتأمل الكون والحياة والبشر والحجر والكائنات الحية حتى يستطيع الإمساك بمكنون الحياة، وقد ساعدته دراسته الفلسفية على تطوير هذه الملكة تطويرًا مدهشا.
اللافت أن كل أدب محفوظ ينهض على الحفاوة بالإنسان واحترام آدميته، موضحًا بفن رائق وصاف أن الحرية والعدالة هما جناحا السعادة فى هذه الدنيا.
لقد منحتنى الأيام نعمة الجلوس إلى الأستاذ نجيب ثلاث مرات، كما أننا أصدرنا عنه عددًا خاصا عند رحيله فى 30 أغسطس 2006 حين كنت أتولى موقع مدير تحرير دبى الثقافية، وكم حزنت لأن وزارة الثقافة أهملت ذكرى العبقرى الأهم فى زماننا!
عدد الردود 0
بواسطة:
الشعب الاصيل
ياليتنا نستخلص من رواياته وكتاباته العبر والمواقف التى تعيننا على التصدى للفساد والارهاب والتخلف
بدون
عدد الردود 0
بواسطة:
الشعب الاصيل
نجيب محفوظ كاتب حر يصف واقعه بكل ما يعتريه من مؤثرات خارجيه وداخليه
بدون