شريف عصام البدالى يكتب: فى ذكـراك

الثلاثاء، 05 أغسطس 2014 08:12 م
شريف عصام البدالى يكتب: فى ذكـراك صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ترتجف الكلمات حين رثائك، أترانى أغزل مرثية لمن هو عائش يتمشى بيننا فى جنبات الحياة، بالرغم من رحيل جسدك عن دنيانا منذ ما يقرب من تسع سنوات إلا أن نور طيفك مازال يرتاد نفس الأماكن ويربت حنو صوتك على قلوبنا جميعًا..

عشت بقربك ما يربو عن إحدى وعشرين عامًا أتشكل بلمساتك الحانية ويبدد قربك كل آلام حياتى ..
يتشكل وعى الأطفال دائمًا بأيدى هؤلاء الحانية قلوبهم، الباسمة عيونهم، وجدى الراحل الحاضر كان من ذاك الطراز الذى ينقش فى قسمات قلبك ذكريات تظل هى مخزون أعوام عمرك كلها.. لم تكن التربية عنده كما هى عند معظم الآباء من تقويم عنيف يثقل النفوس بل كانت عزفات ومقطوعات محسنة على أوتار الروح الصافية.

فعندما تشتد الحياة وتضغط بقوة على روحى.. أهرع إلى مخزنى من الفرح التى أختزنتها فى العشرون عامًا الأولى فى حياتى.. تتسرب أحزانى وتنساب تحت أقدامى فأطأها بقدامى كما علمنى.. لا تتورع أن تطأ أحزانك بكلتا قدميك.
تلك الحظات.. ما بعد العصر تحت أشجار الليمون ورائحتة التى تزكم أنف الربيع.. يخرج من جعبة ذكرياته ورود وأزهار ويرصع بها شخصيتى.. إلى أن تشكلت على يديه محبًا للحياة منصرفًا عن كل ما يعكر صفو نفسى وروحى.

مرت تلك السنوات ولكننى مازلت على نفس الخطى أخطو.. أتأكد أن رحيلك لم يكن حقيقيًا كما يتأكد منه كل من حولى.. أتأكد أن وجودك ما زال يطغو على كل الموجودات وحضورك الدائم فى ذهنى مازال هو الباعث الأول والأخير لكل قراراتى وآرائى.

صخب الوجود من حولى يزداد، تتزاحم آلام الحياة حتى أسمع صوت عظامى تطحن.. ولكن روحى صامدة تستقى رواؤها من ينبوع حديثنا الذى ما زال يتردد صداه فى جنبات روحى.. فعندما تضيق فى وجهى الحياة وتتقافز آلام الحياة أمام عيناى استدعى ما كان بيننا ليمحى كل ما بى بلمسة حانية سحرية من كلماتك التى لا تعرف الاستسلام ولا المستحيل.

أعيش فى جنبات ذكرياتك وأدعولك فى كل صلواتى وأحقق ما اتفقنا عليه وأطمئنك.
أنا على العهد، أنا على العهد، أنا على العهد









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة