ما أشبه ليلة أمس والرئيس السيسى يدشن مشروع تنمية محور قناة السويس، بالبارحة فى مصر.
الذاكرة الشعبية المصرية استرجعت لحظة تاريخية مجيدة فى تاريخ مصر لن تنساها.. شبيهة بما حدث بالأمس، فعندما ضغط الرئيس السيسى على زر تفجير السد الترابى إيذاناً ببدء عمليات الحفر مع عدد من شباب وأطفال مصر، استعادت الذاكرة تلك اللحظة التى وقف فيها الزعيم جمال عبدالناصر مع الرئيس السوفيتى نيكيتا خروشوف، وكبار المسؤولين بالدولة وعمال مصر فى 14مايو عام 64 لوضع حجر الأساس للسد العالى بأسوان وتحويل مجرى مياه النيل.
هى لحظات لا تتكرر كثيراً فى حياة الشعوب إلا مع قيادات وزعامات حقيقية تواجه التحديات لبناء الوطن، مهما كلفتها تلك التحديات ومهما واجهها من عقبات وصعوبات داخلية وخارجية.
تدشين مشروع القناة بالأمس هو معجزة جديدة تثبت قدرة المصريين على صناعة الأمل والتاريخ من جديد، إذا توافرت الإرادة وصدقت النوايا وتوحدت الأهداف على الإنجاز والبناء والعمل، وهو ما نحتاجه الآن. مثلما حفر المصريون القناة بعرقهم ودمائهم، وبنوا السد العالى وضحوا من أجل ذلك وواجهوا قوى استعمارية كبرى، سيبنون-بإذن الله- الحلم الجديد ويدقون بقوة باب الأمل والمستقبل بإرادة قوية وبعزم وتصميم وإيمان بقدرتهم على البناء والتنمية وثقة عالية فى النفس.
ومثلما استعاد عبد الناصر حقوق مصر المشروعة فى القناة، والتأكيد على قوة الإرادة المصرية. فإن مصر السيسى أيضا تؤكد حقها فى الدخول بقوة إلى فضاء المستقبل، لبناء الدولة المصرية الحديثة، بقوة وصلابة الشعب المصرى فى قدرته على تحمل المخاطر ومواجهة التحديات.
فى عام 64 قدم الرئيس جمال عبدالناصر إلى رجال مصر ونسائها وأطفالها، السد العالى –المعجزة الثامنة– كرمز حى للإرادة والتصميم والمقدرة على العمل، وبالأمس دشن السيسى معجزة أخرى لتحويل القناة إلى مشروع اقتصادى ضخم، يوفر للمصريين فرص العمل ويفتح أبواب الرزق ويضع مصر على خارطة المستقبل، ويجعلها مركزاً صناعياً وتجارياً ولوجيستيا عالمياً، وقبلة للاقتصاد ولحركة التجارة العالمية والإقليمية.
اختيار الرئيس لشهر أغسطس لتدشين المشروع، هو اختيار ذكى ومدروس لأنه يتواكب مع الذكرى 58 لتأميم قناة السويس بقرار الزعيم الراحل جمال عبدالناصر فى 26 يوليو عام 56
مصر تصنع تاريخا ومستقبلا جديداً مثلما صنعته بسواعد أبنائها على مر الأزمان.+