عدت من الولايات المتحده الأمريكية فى اليوم الذى أعلن فيه الرئيس عن مشروع قناه السويس.. مشاعرى مزيج من الحنين والشجن وأيضا الحسرة على أحوالنا وأحوال بلاد الخواجة، واستدعيت مباشرة مقولة الإمام محمدعبده.. ذهبت للغرب فوجدت هناك مسلمين بلا إسلام وعدت لمصر فوجدت إسلاما بلا مسلمين. هناك - وآه من هناك - لاترى عيناك إلا كل جميل. لاترى ورقة على الأرض ولاترى أذى فى الطريق. الاحترام للآخر مهما كانت هويته أو لونه فقط عمله واتقانه فيه هو المحدد لمعيار احترامك للشخص. المرور بنظام متقن ولم أشاهد عسكرى مرور فى أى إشارة أو طريق فقط دوريات تمر والمخالفات بالنقاط، وعند وصول مخالفاتك لعدد معين، تحرم من الرخصة لمدة يحددها القاضى، ثم تذهب لمدرسة تتعلم فيها القيادة، وتمتحن من جديد. المبانى والبيوت منتهى الجمال والرقى، مهما تنوعت واختلفت مستوياتها. الزرع والزهور فى كل شبر برعاية فائقة.. ياالله هل أتاكم حديث أطفال الشوارع عندنا أو أطفال غزة الذين تسفك دماؤهم وهم يلعبون أو يدرسون.. طبعا عند الحديث مع أى أمريكى عن ذلك تشعر أنه مغسول مخه بفعل الميديا الصهيونية ويندهش إنك تدافع عن فلسطين التى يهدد أبناؤها العزل أمن إسرائيل الطيبة المسالمة حسب مفهومهم، وهذا موضوع آخر يحتاج وقفة لأن هناك ارتباطا عضويا وأبديا وأزليا بين أمريكا وإسرائيل، ومهما حاولنا لن نزعزع عراه وهى فعلا الولايه الاحدى والخمسين لامريكا ولن تحل هذه المعضلة إلا بوجود لوبى مصرى عربى قوى ومؤثر فى صناع القرار والميديا، ولذلك لابد أن نهتم بالمصريين المهاجرين ونعظم دورهم خصوصا أن كثيرين منهم صنعوا قصص نجاح أقرب للمعجزات، وهم هناك يعيشون فى مصر ويتابعون كل كبيرة وصغيرة، من هؤلاء الصحفى المصرى الكبير محب غبور، الذى يدخل عامه السادس والستين اليوم - أطال الله عمره - وهو صاحب أقدم صحيفة مصرية فى المهجر هى صوت بلادى والتى واجه حكم مرسى والإخوان بشراسة، وكانت صوت 30 يونيو وتصدر بالعربية والإنجليزية وقد دعانى غبور لحفل عشاء مع السفير المصرى المثقف والدؤوب أحمد فاروق فى نيويورك، وكان معنا الملياردير المصرى الأمريكى إلياس دباس والذى ترك مصر بعد تخرجه فى الجامعة الأمريكية بالقاهره منذ أربعين عاما، لكنه لم ينس ذكرياته فى شوارع مصر الجديدة ووسط البلد وهو يتبرع لمشرعات خيرية عديدة وبيته فى مانهاتن قبلة للمصريين ويعشق السيسى هو وزووجته اللبنانية، وقال لى إنه على استعداد لعمل أى شىء من أجل مصر كذلك الطبيب الكبير د. مدحت الأمير ابن الشرقية، والذى تحكى الجالية المصرية عن كرمه وعلمه ويشهد الأمريكان بأستاذيته ولن أنسى كلام طبيبة أمريكية زرتها وقالت لى بروفسير الأمير تعلمنا على يديه، وعندما سألته ماذا يتبقى من ذكرياتك فى مصر قال لى بحكمة أنا أحيا هنا بكل ذكرياتى عن مصر، وحكت لنا زوجته الأمريكية أنها حفظت النجوم والمسلسلات والأفلام المصرية بسببه والدكتور مدحت لديه أفكار مذهلة لتطوير مصر منها مشروع زراعة القمح فى جورجيا لصالح مصر، ويزرعها ويصدرها مصريون كمافعل الصينيون والهنود وقال إنه قدم دراسة بهذا المشروع ليوسف والى أيام مبارك وتم رفضها ومنها الطاقة البديلة والسيارة المائية، أما الشباب فقد رأيت بينهم عباقرة وعصاميين مثل الشاب مايكل لوقا ابن الاسكندرية الذى افتتح سلسلة مطاعم بدأها بمحل أمام حديقة البيت الأبيض مباشرة وانضم لمايكل إيهاب الاسكندرانى البشوش وآخرين وهم يستوردون الخضر المفرزنة من مصر لأمريكا ويحلمون بزراعة الصحراء، وتشغيل عماله وإدخال عملة صعبة، وقد جمعتنا أمسية ثقافية انضم لنا المستشار مينا لوقا واستعرضنا تاريخ الحضارة المصرية وجميعنا لسان حاله.. ليس الفتى من يقول كان أبى لكن الفتى من يقول هاأنا ذا، تحيه لكل مصرى يحمل مصر فى قلبه وعقله فى أمريكا أو أى بلد، وحاول أن يقدم لها من مكانه أى صنيع.. صدقونى إنهم كثيرون.. مصريون بحق وحقيق.. وعاشت مصر بكل أبنائها المخلصين.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة