إسراء عبد الفتاح

تحرش أم عيد؟!

الجمعة، 08 أغسطس 2014 12:43 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لم أستطع أن أجمع هاتين الكلمتين وأن يكونا متلاحقتين معا فى جملة مفيدة، فكيف يجتمع التحرش والدفء، العنف والحب، البلطجة والسعادة، الانحراف والمودة، الدمعة والفرحة، ماذا حدث لمجتمعنا حتى تصبح مانشتات الصحف فى أيام العيد تحتوى على مصطلح «تحرش العيد»، ولا أتذكر إذا كانت هذه السنة الرابعة أم الثالثة للعيد التى تتصدر فيه هذه الظاهرة أخبار الصحف المصرية، هل الأسرة والتربية فقط المسؤولان عن هذه الجريمة المجتمعية؟ هل الفقر وتدنى مستوى المعيشة والتعليم؟ أعتقد لا، فقد حدثت وتحدث هذه الجريمة فى مناطق راقية يقنطها أسر متوسطة وفوق المتوسطة، فقد شهد العيد الأخير جريمة بشعة نقلها أحد المتصدين لها فى منطقة الكربة بمصر الجديدة، وهى تعد من أرقى وأغنى أحياء مصر الجديدة، هل غياب الأمن فى الشارع المصرى؟ هل الإعلام والفن وكل ما يحتويه مؤخرا من عنف أم أنه يعكس فقط حالة المجتمع؟ هل كل ما سبق مجتمعين!

هل أصبح مجتمعنا عنيفا بطبعه، فالعنف ليس فقط فى ظاهرة التحرش، فهناك العنف الأسرى وحالاته المختلفة، والعنف ضد الأطفال، والذى ظهر فى حالة بشعة مؤخرا فى أحد دور الأيتام، فيديو تناقلته فى البداية كل مواقع السوشال ميديا عن مسؤول يضرب الأطفال اليتامى فى دار الأيتام ضربا مبرحا بسبب فتح الثلاجة والتلفزيون، وتحركت وزارة التضامن لنقل الأطفال فورا، ولكن السؤال هنا هل ستصبح هذه الحالة رادعا لوقف العنف ضد الأطفال فى دار الأيتام، أم سيحدث مثلما حدث فى التحرش فلا حياة لمن تنادى؟!

وهناك للأسف ظواهر إجرامية أخرى أصبحت من توابع جريمة التحرش وهى انعدام الرجولة والشهامة والنخوة لإنقاذ الضحية من أيدى المتحرش أو المتحرشين، وهنا أنا لا أستطيع أن أعمم، فهناك من يتدخل ويصيبه أحيانا مكروه كضرب وبلطجة وغيرها، ولكن نخوته تفرض عليه التدخل لإنقاذ الضحية، وهو يعلم أنه لن يخرج منها سليما، وعلى صعيد آخر هناك من يقف صامتا متبلدا يشاهد ثم يذهب إلى حال سبيله، ومنهم من يصور المشهد، إما بهدف الاستعراض على الإنترنت وتكملة مسلسل السفالة، أو بهدف نبيل وهو تسليمه إلى جهات المباحث لسهولة الوصول للمتهمين، وهذه الحالات المتبلدة هى أيضا حالات مرضية نتاج خليط من الفقر وقلة التوعية وفساد التعليم وانحطاط الإعلام إلا من رحم ربى.

أصدر قانون للتحرش بعد تأخر مفرط، وتم توقيع العقوبة على حالات سواء بالتحرش اللفظى أو الجسدى، نظمت منظمات المجتمع المدنى العديد من الحملات المناهضة لهذه الجريمة من رصد وفضح، وتصدٍ ميدانى، وتوعية ومعالجة نفسية للضحية، اهتم الرئيس بنفسه بإحدى حالات التحرش البشعة، وذهب بشخصه لزيارتها هو وزوجته، حتى يوصل رسالة مفادها أنه وحكومته سيتصدى لهذه الظاهرة بكل حزم وقوة. ولكن كل هذا لم يأت بصداه تجاه هذه الظاهرة.. لماذا؟ وما الحل بعد كل ما تم اتخاذه من إجراءات؟

وللتذكرة فقط ضحية هذه الظاهرة الإجرامية هى المرأة أو الفتاة التى هى نصف هذا المجتمع التى هى الأم والأخت والزوجة والبنت، ضحية هذه الظاهرة هى البطلة الحقيقية، لكل طوابير الاستحقاقات الانتخابية والدستورية. فهل لا تستحق أن تبقى ضحية بعد الآن، ألا تستحق أن ترفعوا أيديكم وألسنتكم عنها وتتذكروا نساءكم وأنتم تقدمون على أبشع جرائم حقوق الإنسان، ألا تستحق أن تتكاتف كل جهود الدولة والحكومة والمؤسسات والأفراد للتصدى لهذه الجريمة من منبعها، ألا تستحق أن نعمل جميعا فى خطوط متوازية تربية خلوقة، تعليم آدمى، قانون حاسم، آمن صارم، وعى مجتمعى، إعلام هادف. أعتقد أنها تستحق أكثر من ذلك بكثير.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 2

عدد الردود 0

بواسطة:

علي محمود

إسراء عبد الفتاح : الشعب بيكرهك وغير مقبول أي كلام منكِ ! الأحسن تختفـي

عدد الردود 0

بواسطة:

Nido

لا اله الا الله

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة