"ذا جارديان": عدوان إسرائيل على غزة فجر أعلى موجة عداء للسامية

السبت، 09 أغسطس 2014 07:24 م
"ذا جارديان": عدوان إسرائيل على غزة فجر أعلى موجة عداء للسامية معبد يهودى "أرشيفية"
لندن (أ ش أ)

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
رصدت صحيفة "ذا جارديان" البريطانية الهجوم على 8 معابد يهودية فى دول أوروبية خلال أسبوع واحد فقط الشهر الماضى ، وفقا لما أكده المجلس التمثيلى للمؤسسات اليهودية فى فرنسا "كريف" ، وتضمنت عمليات الهجوم هتافات ولافتات من بينها : "الموت لليهود" و "شق حناجر اليهود" و "إحراق اليهود".

وأبرزت الصحيفة - فى تقرير على موقعها الإلكترونى اليوم السبت - اندلاع أعمال احتجاجية مؤيدة للحق الفلسطينى فى عدة مدن أوروبية ، وتدين الاعتداءات الإسرائيلية التى شبهها المشاركون فى الأعمال الاحتجاجية بمحرقة اليهود التى أججها النازيون ، ورفعوا شعارات تصل إلى حد السباب مثل "يا يهودى ، يا خنزير ياجبان ، إخرج وحارب وحدك" ، وأيضا "حماس ، حماس ، اليهود للغاز" ، فى إشارة إلى إحراقهم ، وفق ما ذكرته "ذا جارديان".

ونوهت بأن الصراع فى غزة اتخذ منحنى جديدا فى جميع أنحاء أوروبا وبدأ فى التصاعد ، ورأت أن ذلك ليس مألوفا ، حيث لوحظ منذ فترة طويلة من قبل الشرطة ومنظمات الحقوق المدنية اليهودية ارتفاع ملحوظ فى عدد الحوادث الموصوفة بـ"معاداة السامية" بعد اشتعال الصراع بين إسرائيل والفلسطينيين.

وقالت الصحيفة أنه أثناء تنفيذ إسرائيل عدوانها على غزة أواخر عام 2008 وبداية 2009 والذى اسمته "الرصاص المصبوب" سجلت فرنسا خلال الأسابيع الثلاثة من العدوان 66 حادثة "معادية للسامية" ، بما فى ذلك الهجمات على المطاعم والمعابد المملوكة لليهود وزيادة حادة فى عدد رسومات الجرافيتى المعادية لليهود.

ووفقا لأكاديميين وقادة يهود ، تعد هذه المرة مختلفة جدا ، وأصبح الوضع أكثر من مجرد رد فعل للصراع ، كما يقولون ، وأضافوا أن التهديدات ، وخطابات الكراهية والهجمات العنيفة تدفع إلى الشعور والتعبير عن أن معاداة السامية باتت أعمق بكثير وأكثر انتشارا ، وتغذيها مجموعة واسعة من العوامل التى حققت نموا كبيرا لأكثر من عقد.

ونقلت "ذا جارديان" عن ديتر جرومان رئيس المجلس المركزى لليهود فى ألمانيا قوله "هذه أسوأ الأوقات منذ الحقبة النازية ، فى الشوارع ، تسمع عبارات مثل "يجب إحراق اليهود بالجاز" ، "اليهود يجب أن يحرقوا" ، وإن تلك العبارات اختفت من ألمانيا منذ عدة عقود ، وإن أى شخص يقول تلك الشعارات لا ينتقد السياسة الإسرائيلية ، بل هى نابعة عن الكراهية ضد اليهود ، وأن تفشى الكراهية ضد اليهود أصبحت قوية جدا لدرجة أنها باتت واضحة جدا".

ونوهت الصحيفة بأن تعداد الطائفة اليهودية فى فرنسا يبلغ 500 ألف يهودى ، وهى الأكبر فى أوروبا ، ونقلت قول روجر كوكيرمان رئيس المجلس التمثيلى الفرنسى للمؤسسات اليهودى (كريف) "إن اليهود الفرنسيين يشعرون بالألم ازاء رد الفعل العنيف ضد اليهود الذى ذهب أبعد من المعارضة السياسية والإنسانية بعد شعورهم بقوة القتال الحالى ، وإنهم يصرخون (الموت لإسرائيل) فى شوارع باريس ، ويهتفون "الموت لليهود" " ، مبديا رفضه لرأى مفاده أن الزيادة الأخيرة فى حوادث معاداة السامية نابع عن الأحداث فى غزة.

وقالت "ذا جارديان" إن زعماء اليهود ليسوا وحدهم فى أوروبا من يشعرون بالذعر ، "فى إشارة إلى وصف المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل للأحداث الأخيرة بأنها هجوم على الحرية والتسامح والدولة الألمانية الديمقراطية" ، وتحدث رئيس الوزراء الفرنسى مانويل فالس عن وضوح الأفعال المعادية للسامية قائلا "مهاجمة اليهودى لأنه يهودى هو مهاجمة لكيان فرنسا ، وإن مهاجمة معابد اليهود ومحل بقالة "كوشير" ببساطة معاداة للسامية وعنصرية".

وتناولت الصحيفة مظاهر "معاداة السامية" فى دول أوروبية عدة ، وقالت " ففى النمسا ، كان استعداد الموسم الكروى الجديد حافلا " ، ورصدت الصحيفة إلغاء المباراة الودية بين فريق مكابى حيفا الإسرائيلى والفريق الألمانى بادربورن وتحديد موعد جديد لها على خلفية تمكن عدد من الشبان ـ من أصول تركية ـ من تخطى حاجز أحد الملاعب بأستراليا الشهر الماضى وحاولوا الاعتداء على لاعبى فريق مكابى حيفا الإسرائيلى أثناء لقائه بفريق "ليل" الفرنسي.

وفى هولندا ، تلقت الهيئة الرئيسية لمتابعة معاداة السامية "سيدي" ، أكثر من 70 مكالمة من مواطنين يهود ينتابهم القلق خلال أسبوع واحد فى الشهر الماضى ، مشيرة إلى أن متوسط المكالمات فى الأوقات العادية من 3 إلى 5 مكالمات شهريا ، وأضافت أن باب منزل حاخام أمستردام، بنيامين جاكوبس، تعرض للرشق بالحجارة ، وتعرض اثنان من النساء اليهوديات للضرب ، بعد أن علقتا الأعلام الإسرائيلية من شرفات منازلهم ، وفى بلجيكا ، كتبت سيدة بلجيكية ملاحظة على باب محل تجارى تمتلكه "نحن لا نبيع حاليا لليهود".

وفى إيطاليا ، وجد أصحاب عشرات المحلات التجارية اليهودية والعديد من الشركات فى روما صلبانا معقوفة معلقة وشعارات معادية لليهود وعبارات على النوافذ من بينها : " كل فلسطينى هو بمثابة الرفيق ، نتشارك فى نفس العدو ونفس الحصار" ، وأخرى " اقتربت نهايتكم أيها اليهود".

ونوهت الصحيفة بأنه لم تظهر أى أعمال عنف فى أسبانيا ، وأوردت قول زعيم المجتمع اليهودى فى مدريد، ديفيد هاتشويل " إذا ما استمر العدوان الإسرائيلى لفترة طويلة جدا ، ستحدث أشياء سيئة" ، وتنتاب الجالية اليهودية الصغيرة فى البلاد ـ التى يبلغ تعدادها بين 35 ألفا إلى 40 ألف يهودى ـ حالة من الترقب بعد توتر الأوضاع حاليا.

وقالت "ذا جارديان" أن دراسات "معاداة السامية" تشير إلى واقع يؤكد أن نسبها أصبحت فى تصاعد مستمر ، وأظهر استطلاع ارتفاع نسبته إلى 76 بالمائة على مدى السنوات الخمس الماضية فى أوروبا ، وتقول الجمعية الفرنسية لحماية الجالية اليهودية إن المجاميع السنوية للأعمال المعادية للسامية فى الألفينات ارتفعت سبع مرات عن التسعينات ، وأن اليهود الفرنسيين يغادرون الى إسرائيل بأعداد أكبر أيضا ، لأسباب يزعمون أنها تشمل "معاداة السامية" ، وأعلنت الوكالة اليهودية لإسرائيل أن 3288 يهوديا فرنسيا غادروا الى إسرائيل فى عام 2013 ، بزيادة تقدر بـ 72 بالمائة عن العام السابق.









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة