"الفنكوش" أسلوب حياة.. مسلسل احتيال ونصب لاستغلال ضعف المحتاجين بالوهم.. من أعشاب التخسيس و"اللاصقة السحرية" إلى المقويات الجنسية.. و"التسويق الشجرى" و"كورسات التنمية البشرية" تتلاعب بأحلام العاطلين

الإثنين، 01 سبتمبر 2014 05:33 ص
"الفنكوش" أسلوب حياة.. مسلسل احتيال ونصب لاستغلال ضعف المحتاجين بالوهم.. من أعشاب التخسيس و"اللاصقة السحرية" إلى المقويات الجنسية.. و"التسويق الشجرى" و"كورسات التنمية البشرية" تتلاعب بأحلام العاطلين شاى التخسيس ( الفنكوش )
كتبت سارة درويش

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تخيل معى حياتنا الوردية فى مصر بفضل مئات خبراء الأعشاب القادرين ليس فقط على إنقاص وزنك فى أيام قليلة وكأن كل هذه الشحوم فى جسدك "فوتوشوب"، بل هم أيضًا قادرين على علاج جميع الأمراض بداية من "مغص الرضيع" وصولاً للسرطان، والضعف الجنسى. ليس هذا فحسب، لدينا كذلك المئات من خبراء التنمية البشرية الذين يؤكدون أن كل ما تحتاجه لتكون سعيدًا وثريًا وناجحًا، هو أن تسترخى على سريرك وتحدق فى السقف وتؤكد لنفسك أنك سعيد وثرى وناجح. المئات من الحلول والسلع الوهمية تحاصرنا يوميًا، مداعبة الأحلام المشتركة بين الكثيرين، فى شكل جديد لـ"الفنكوش" الذى ابتكره "صلاح فؤاد" بطل فيلم "واحدة بواحدة" فى العام 1984، والذى نجح فى الترويج بشكل واسع لسلعة غير موجودة من الأساس، وإقناع المجتمع كله بها وجعله يترقبها كعصا سحرية تحل كل مشاكله.

ويتخذ "الفنكوش" المعاصر آلاف الأوجه، بدءًا من منتجات الأعشاب القادرة على خفض الوزن من دون رياضة ولا اتباع عادات غذائية صحية، مرورًا بأعشاب إطالة الشعر وعلاج آلام الظهر والساقين، وصولاً إلى المقويات الجنسية التى يتفننون يوميًا فى ابتكار أسماء جديدة لها، رغم تأكيدات الأطباء على أنها وهمية، وصولاً إلى علاج الأمراض التى يعجز الأطباء حتى الآن عن إيجاد علاج حقيقى لها مثل السرطان.

ويأخذ الفنكوش كذلك اسم "اللاصقة السحرية" التى تعالج كل مشاكل الجسم بمجرد لصقها بالقدم، فى استغلال لفكرة "البلاسيبو" أو "العلاج بالوهم". ورغم تحذيرات الأطباء المتكررة يقبل الناس بدرجة كبيرة على الطريقتين بحجة أنها "أعشاب طبيعية لو مافادتش مش هتضر"، أو من منطق الغريق الذى يتعلق بقشة. ويقول الدكتور أحمد السكرى استشارى التحاليل الطبية ورئيس وحدة مكافحة العدوى بمستشفى جامعة حلوان "هذه المنتجات تكون لها 3 احتمالات، إما إنها ليس لها أساس علمى، بناء على خبرات قيمة متوارثة وغير ضارة، أو غيث نافع وضار فى الوقت نفسه مثل خلطات معالجة السكر التى يخلطها العطارون للأسف بأدوية سكر أو أعشاب بها سموم نتيجة سوء التخزين أو رشها بالمبيدات، أما الاحتمال الثالث أنها منتجات لا تضر ولا تنفع لأنها تعتمد على تأثير "الإيهام" أو "بلاسيبو"، يضيف "أصحاب هذه المنتجات يعتمدوا على غياب ثقافة البحث على الإنترنت بين المستهلكين إضافة إلى غياب الرقابة والقوانين فمن المفترض أن يكون أى منتج خاضعًا للفحص من الجهات الرقابية المختصة ويصدر له ترخيص تداول، ولكن تظل المشكلة أن غالبتيها منتجات من دون مواصفات قياسية أصلاً".

وسرت عدوى "الفنكوش" كالنار فى الهشيم مع غزو خبراء "التنمية البشرية" الذين فاق عددهم عدد الشعب، ليسوقوا للفنكوش الأكبر فى القرن الواحد والعشرين "كورسات التنمية البشرية" التى تحولت من علم له قواعد إلى "سبوبة" سريعة تتكسب منها مئات المراكز التى تحمل شهادات مزورة، تقدم معلومات وأفكار وهمية للشباب المتحمس.

وفى "فنكوش" مشابه، انتشرت فكرة التسويق الشجرى كأشهر "نصباية" بين الشباب، الذى اكتسب لقب "أهرام الوهم"، وهى فكرة قديمة عرفها العالم فى الثمانينيات، ولكنها ظهرت فى العالم العربى مع نهايات التسعينات، ولا يزال منتشرًا بين المراهقين وشباب الجامعات، لاستغلاله تعطشهم لأى مصدر دخل خاصة إذا كان، كما يقال لهم، سريع ومضمون.

وحذر الباحث الاقتصادى دكتور أيمن إبراهيم أن غالبية شركات التسويق الشجرى تستغل هذه العملية كواجهة لغسيل الأموال، خاصة أن غالبية هذه الشركات تكون من خارج مصر، وفى الوقت نفسه، تؤثر عمليات التسويق الشجرى هذه بالسلب على اقتصاد البلاد، وعلى ميزان المدفوعات لأنها تنطوى على عمليات تحويل أموال للخارج من دون إحداث حركة فى السوق، وتؤثر سلبًا على البضائع داخل البلد والخدمات.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة