أبدى عدد من صناع السينما والمهتمين بها، تفاؤلهم تجاه مستقبل الصناعة فى عام 2015، بعد مرورها بعقبات طوال السنوات الأربع الأخيرة، منذ قيام ثورة 25 يناير، بتصدر أفلام المهرجانات والبلطجة، المشهد السينمائى، إلا أن استقرار الوضع السياسى فى البلاد ونجاح نوعية الأفلام التى اعتمدت على الحس الأدبى كفيلم "الفيل الأزرق"، بدور العرض، خلق روح التفاؤل من جديد لدى المبدعين.. إذ أكدوا أن القادم أفضل، وأن الأيام المقبلة ربما تشهد طفرة حقيقية فى الإنتاج السينمائى على مستوى الكم والكيف، حيث توقعت النجمة الكبيرة نادية لطفى ازدهار الحركة الفنية من سينما ومسرح وتليفزيون، قائلة "من المؤكد أن استقرار الوضع السياسى المصرى، سيلقى بظله على أحوال السينما، خصوصا بعد أن بدأت روح الاستقرار تعم فى أرجاء الوطن، وشعور المواطن بالآمان".
وأضافت أن السينما مهمة للمجتمع، لكونها تمثل روح الرفاهية والحياة لدى قطاع كبير من الناس، مؤكدة "طالما حال البلد اتعدل، فالسينما حالها هينصلح"، فيما يرى الكاتب الكبير وحيد حامد أن العبرة فى نجاح الأفلام الجادة، يعود إلى استمراريتها بدور العرض السينمائية، بحيث لا تقتصر على موسم أو اثنين فقط، لافتا إلى أن شكل السينما فى السنوات المقبلة ستظهر ملامحه عقب رؤية أفلام موسم عيد الأضحى المقبل، والمواسم التى تليه.
بينما أعلنت النجمة إلهام شاهين، عن تفاؤلها الشديد تجاه حال السينما المصرية فى الفترة المقبلة، مرجعة أسباب تفاؤلها إلى تغير ثقافة الشعب المصرى، حيث تقول الفنانة: "السينما بالنسبة للجمهور لم تعد "سينما بتضحك وخلاص"، لكنها أصبحت تشكل وعى الإنسان بالفكر والمعرفة والثقافة"، وتضيف إلهام شاهين: "المنتجون الآن تشجعوا لصناعة سينما جادة ومحترمة عكس موجة الأعمال التى ليس لها هدف، وكانت تحتل المشهد بزعم أنها أفلام ذات جماهيرية"، موضحة أن هناك صحوة حقيقية لشركات الإنتاج بدأت تظهر فى الأفق، وسيجنى ثمارها خلال الفترة المقبلة.
وأشارت النجمة إلى أنها أقبلت على إنتاج فيلمها "يوم للستات" مع محمود حميدة ونيللى كريم إخراج كاملة أبو ذكرى، مساهمة منها فى عودة روح السينما الحقيقية، معتبرة أن الإنتاج بالنسبة لها بمثابة المغامرة، ولا يشغلها المكسب والخسارة بقدر قيمة العمل وتأثيره فى المجتمع.
وتوقع الكاتب الكبير بشير الديك أن الفترة المقبلة ستشهد زخما فى الإنتاج السينمائى، لتكسر السينما المصرية السنوات العجاف التى مرت بها، قائلا: "السينما الآن فى مرحلة استعادة عافيتها وروحها مثل مصر، وعندما كانت روح مصر مسحوبة كانت السينما مسحوبة أيضا، لكن لما مصر استردت روحها السينما عادت".
ودلل الكاتب على كلامه بنجاح فيلم "الفيل الأزرق" لكريم عبد العزيز ونيللى كريم والمخرج مروان حامد، بدور العرض، والذى تم طرحه بموسم عيد الفطر الماضى، قائلا "لدينا موهوبين فى مجال الكتابة والإخراج وهناك أجيال ستظهر موهبتها فى الأيام القادمة ومن الممكن تشكل وعيا حقيقيا"، ولم يعر الديك اهتماما لنوعية أفلام المقاولات التى بدت تضرب السوق السينمائى، موضحا أن سوق السينما دائما ما يشهد أفلام جيدة ومتوسطة ورديئة، مشددا على دوران ماكينة الإنتاج.
ويتفق فى الرؤى مع الكاتب بشير الديك المخرج محمد خان، حيث يرى المخرج أن القادم أفضل، مشيرا إلى أن لديه تفاؤل كبير تجاه الصناعة فى العام المقبل، قائلا: "هناك علامات تشير بالخير تجاه الصناعة منها أن هناك فيلما للمخرج داود عبد السيد يحمل اسم "قدرات غير عادية" سيتم طرحه خلال الأيام المقبلة، ويحمل حسا سينمائيا خاصا وفقا لرؤية مخرج كبير بحجم داود، إضافة إلى أن هناك أفلاما بها روح تحمل جماليات السينما"، موضحا أنه دائما يميل للتفاؤل فى كل شىء خاصة وأن لديه مشروع سينمائى يعكف على التحضير له.
وتمنى المنتج أحمد السبكى عودة الحراك للسوق السينمائى فى المواسم المقبلة، بحيث تتنوع المواد السينمائية المعروضة، قائلا "نفسنا الدنيا تمشى ويكون هناك إنتاج كثير وتدب فى الصناعة الروح من أول وجديد"، معلنا عن عدم تخليه عن الصناعة مطلقا.
وعبر المنتج كامل أبو على، منتج "الفيل الأزرق" عن تفاؤله بمستقبل السينما، حيث يقول "صنعت الفيل الأزرق كبداية لموجة أفلام جيدة أتمنى أن تزدهر مع العصر الجديد الذى تعيشه مصر حاليا، والعمل نجح"، مطالبا منتجى السينما بتقديم أفلام جيدة تخدم المجتمع وتنهض بفكر الأمة وثقافتها، وشدد المنتج على أن ذوق الجماهير اختلف عن الماضى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة