لا نعرف إن كان الأمر فيه عبط واستهبال أو خلل نفسى، نتحدث عن التنظيمات العبيطة التى تخرج كل يوم لتهدد وتتوعد، وآخرها تنظيم ما يسمى ضنك وهو جزء من مجموعة ظواهر يختلط فيها الإرهاب بالإجرام بجزء من الهبل والعبط.. هل هؤلاء الإرهابيون تحت التمرين بعض ممن أطلقوا على أنفسهم «كتائب حلوان»، وتم القبض عليهم، بعدأن ساد الظن أنهم مجرد زوبعة فى فنجان، وبقدر ما ظهر فى طريقة تصوير فيديو كتائب حلوان من سذاجة وهطل من حيث اختيار المكان وزوايا التصوير، وتجاهل وجود علامات يمكن من خلالها تتبع هذه التنظيمات؟، كلها تذكرنا بإسماعيل ياسين فى فيلم «ابن حميدو» وهو يعلن عن نفسه أنه «بوليس» ويصيح للشرطة «فتشنى.. فتش».
كل هذه التفاصيل الخاصة بكتائب حلوان تتناسب مع تنظيم إرهابى مبتدئ، وبالرغم من السطحية يكشف عن رغبة لدى بعض هؤلاء أن يصبحوا إرهابيين أو يشتهروا فى عالم الإجرام، بدافع الشهرة وربما بدافع تحقيق مكسب وسبوبة، فهم عاطلون أو متنطعون.
لكن مع هذا الهبل فقد استأجروا دورا فى مسجد لصالح جمعية إسلامية لتحفيظ القرآن لكنهم حولوه إلى مخزن سلاح ومتفجرات، وهو أمر يثير الكثير من الأسئلة، ومن شأنه أن يشكك فى مثل هذه المساجد والجمعيات، التى يتم توظيفها فى أعمال إرهابية، وهو أخطر ما فى الموضوع، ويكشف أيضا عما أصاب هؤلاء الإرهابيين تحت التمرين من هطل يحتاج الى تحليل نفسى وعقلى.
وبقدر ما يبدو من سذاجة هذه التنظيمات، وسرعة سقوطها، فقد تبعها ظهور تنظيم آخر يطلق على نفسه «ضنك»، قام ببعض الحركات الصبيانية، من قبيل قطع بعض الطرقات، أو إحراق كاوتش السيارات، كما صور فيديو بثه على الإنترنت، فيما يبدو أنها جماعات يتم تمويل أنشطتها بهدف صناعة شو، والمهم أن يحصل على الثمن.
كل هذه الجماعات، أو التنظيمات المختلة تستدعى بالفعل بحث عقلى ونفسى، لمعرفة كيف يفكر هؤلاء بهذه الدرجة من السذاجة، مع الأخذ فى الاعتبار أن تنظيمات مثل بيت المقدس أو غيرها يبدو أنها تحصل على تمويلات ضخمة، ومن المهم أن تسعى أجهزة الأمن لفك ألغازها، والتفتيش عمن يقف وراءها، لأنها تشير إلى طريقة تفكير رائجة لدى قطاعات تسير وراء أفكار بعض الدعاة المختلين أو المتربحين، مما قد يجعلها بذورا لمزيد من التنظيمات.
هناك جماعات وتنظيمات مثل بيت المقدس وغيرها مغرمة بالتصوير ونشر التسجيلات التى تبدو أكثر احترافية، لكنها لا تخلو من علامات غباء ودموية وخطاب مرتبك، ولا مانع من أن تلتقى هذه التنظيمات، التى يقودها عدد من المختلين عقليا، ممن قد يتورطون فى أعمال عنف غير محسوبة. لأن القبض على كتائب حلوان بسهولة، وكشف سذاجتهم، لم يمنع من ظهور «ضنك» أو غيرها من تنظيمات تضم مختلين، لا يختلفون كثيرا عن مختلين يسوقون الهبل على الإرهاب على الشيطنة.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة