من الذى يعاون الرئيس السيسى؟، ومن الذى يفكر معه؟، هل يساعده أحد فى اتخاذ القرارات؟، هل هناك فريق رئاسى؟، هل هو خفى أم معلن؟، وهل من الأفضل أن يكون سريًا أم يكون معلنًا؟.. هل لدى الرئيس نية أساسًا لتكوين فريق رئاسى مدنى؟، أم عسكرى؟، أم خليط بين مدنيين وعسكريين؟.. هل القرارات الصعبة الأخيرة بناء على توجه منفرد للرئيس، أم هناك كتيبة عقول ساعدته بعد دراسات مستفيضة، وجهزت من الناحية العلمية والمعلوماتية والمنهجية والمردود السياسى أرضية اتخاذ هذه القرارات الصعبة؟
قد يقول البعض إنه لا يجب الخوض فى هذه الأمور، لأنها أمور خاصة بمؤسسة الرئاسة، وليس كل شىء يصرح به فى العلن! فى واقع الأمر فى منصب رئيس الجمهورية، وهو خادم للشعب، لا يوجد به أى شىء خاص، بل إن حياته الخاصة ملك للشعب الذى يحكمه، فما بالك بآلية اتخاذ القرار!
هذه المقدمة الشائكة أصبحت مثار تساؤل الكثير، فهناك ضبابية ملحوظة فى هذا الموضوع. وتأتى هذه التساؤلات مصاحبة لتكوين المجلس الاستشارى الجديد من علماء وخبراء مصر، ولا خلاف على الأسماء العالمية اللامعة، لكن هل هذا اللمعان هو ما نحتاجه كنوع من الابهار؟، وهل اجتماع وصورة كل شهرين حسب القرار الصادر كفيلة بإحداث فارق فى مشكلات مصر اللحظية والخطيرة التى نعانى منها يوميًا؟، ثم هناك كيانات ديناصورية قائمة كانت تقوم بهذا العمل أو قريبة منه، هل تم دفنها أم مازالت عبئًا على الدولة؟، فمثلا لدينا المجلس الأعلى للعلوم والتكنولوجيا الصادر بقرار جمهورى فى 2007، وكان د. أحمد زويل ومازال عضوًا به، ولم نسمع عن هذا المجلس شيئًا منذ 2011، ويهدف المجلس إلى النهوض والارتقاء بالعلوم والتكنولوجيا، بما يحقق أغراض التنمية فى مصر من خلال تحديد التوجهات
الاستراتيجية للدولة، وللمجلس حق ضم ما يريد من الشخصيات والخبراء.. هذا مجلس للعلماء والخبراء، وهذا أيضا مجلس جديد للعلماء والخبراء! وأيضًا لدينا كيان ديناصورى آخر يسمى المجالس القومية المتخصصة، ويتبع رئيس الجمهورية مباشرة، وتتولى المعاونة فى رسم السياسة العامة للدولة فى جميع مجالات النشاط القومى!.. هل هناك ربط بين هذه الكيانات؟ هل تتقاطع؟ هل تكمل بعضها؟ أم المزيد من الجزر الحكومية المنعزلة؟.. هل كان من الأفضل أن يكون هناك فريق محترف يعمل على ملفات محددة تمثل المشاكل
الملحة والآنية، ويقترح حلولًا سريعة ولحظية وفورية؟.. هذا الفريق يعمل يوميًا وبصفة فاعلة ودائمة Full time، فريق محترف يتقاضى أجرًا مناسبًا وليس تطوعيًا، مع احترامى لمجهودات التطوع السائدة، وهى محمودة، فالعمل المحترف لا يعرف التطوع، فهو مسؤوليات وعمل وأجر ومحاسبة، فريق منفصل تمامًا عن الدولاب الحكومى وبيروقراطيته! فريق بمثابة think tank محترف، وفاعل، وليس بالضرورة من الأسماء اللامعة، ولكن من العقول الشديدة التخصص، لها قدرات حادة على التفكير النقدى والحلول
السريعة Critical thinking and short cuts تتمتع بصحيفة إنجاز سابقة وحيوية فى الإصرار على التغلب على المشكلات . لدينا مشكلة حقيقية فى نغمة «أولويات الحكومة».. نسمع كل صباح أن أولويات الحكومة هى الصحة والتعليم، ثم نسمع من مسؤول آخر أنها السياحة، ثم مسؤول ثالث الأمن، ثم مسؤول رابع الماء والكهرباء! هناك علم محترف اسمه Priorities Engineering هندسة الأولويات! فهل
هناك من يعمل مع الرئيس فى هندسة الأولويات تبعًا لمنهجية علمية ومعلوماتية محترفة؟ هل الـ51 مليارًا التى وفرها الدعم كان من الأولوية استثمار معظمها فى التعليم والصحة أم تفادى مشكلة خطيرة متوقعة فى خدمات أساسية بل وأمن قومى مثل انقطاع المياه والكهرباء؟.. آلية اتخاذ القرار لا تقل أهمية بل تزيد على مردود ونتائج القرار!
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة