عادل السنهورى

قمة القضاء على «عفريت داعش»

الخميس، 11 سبتمبر 2014 10:01 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى المثل الشعبى المصرى «اللى حضر العفريت يصرفه».. وأمريكا أحضرت عفاريت «المجاهدين والقاعدة» فى أفغانستان و«داعش» فى العراق وسوريا وفشلت بامتياز فى تصريفهم ولم تجد سوى الدول العربية فى كل مرة ملاذا لمساعدتها فى عملية التصريف.

وهو بالضبط ما حصل مع صدام حسين فى العراق عندما دعمته بالسلاح والعتاد ودعمته فى الحرب ضد إيران ووقفت معها الدول العربية ثم بعد تنفيذ أهدافها واستنفاذ مشروعية وجوده تخلصت منه بأكبر كذبة فى التاريخ.. ووقفت معها وساندتها أيضا الدول العربية.. إلا قليلا.

كل من عاش فترة السبعينيات ومع دخول القوات السوفيتية أفغانستان يتذكر كيف استطاعت أمريكا استغلال عامل الدين لدى شعوب المنطقة فى محاربة موسكو «الشيوعية» وأن من يحاربها فى أفغانستان هم من المجاهدين الانقياء أشباه الملائكة وعلى شعوب المنطقة دعمهم. وهو ما حدث فى جمع أموال معونة الشتاء ورسوم إضافية على تذاكر السينما والمواصلات العامة لإرسالها إلى بارونات الجهاد الذين اكتشفنا فجأة أنهم «لا مجاهدين ولا يحزنون».

وعندما حاولت أمريكا التخلص من تنظيم القاعدة الذى شكلته المخابرات الأمريكية ودعمته، فشلت وذاقت من مراراته بعد أن شب عن الطوق وتجاوز الخطوط الحمراء فقررت القضاء عليه وإجبار العالم بما فيه دول المنطقة فيما سمى «بالحرب على الإرهاب» بعد أحداث 11 سبتمبر 2001 والذى نعيش ذكراها هذه الأيام.

الآن نعيش ذات السيناريو مع ما يسمى بتنظيم «داعش» - الدولة الإسلامية فى العراق والشام- بعد تكرار الفشل الأمريكى فى تصريف العفريت، فالتقارير الغربية والأمريكية تؤكد أن التنظيم الإرهابى هو صنيعة أمريكية بمساعدة تركية وقطرية وإسرائيلية وأن زعيمه أبو بكر البغدادى اعتقلته المخابرات الأمريكية واختفى لسنوات فى واشنطن ثم ظهر فجأة أميرا للمؤمنين لخدمة أهداف وأغراض أمريكية أخرى فى المنطقة، فالتنظيم المصنوع فى أمريكا «تجاوز الخطوط الحمراء»- كما صرح جون كيرى وزير الخارجية - واستهدف المواطنين الأمريكان ووجب تقليم أظافره والضغط على عملاء المنطقة فى قطر وتركيا لتقليل الدعم المالى واللوجستى. قمة داعش التى تعقد اليوم فى مكة هدفها أبعد من القضاء على التنظيم الإرهابى، فالهدف هو إعادة صياغة المنطقة مرة أخرى وفى القلب منها سوريا.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة