محمد الغيطى

مدينة الإنتاج الإعلامى.. الطموح وأسامة هيكل

الخميس، 11 سبتمبر 2014 09:05 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
وسط مشاكل وتراكمات كالجبال، تعانى منها كل مؤسسات الدولة والمجتمع، جاء اختيار الأستاذ الصديق أسامة هيكل رئيسًا لمدينة الإنتاج الإعلامى، والذى يحمل على ظهره تجربة صحفية وإعلامية ثقيلة

وثرية، سجل بعضها فى كتاب صغير الحجم، عظيم القيمة، يحكى فيه معاناة وطن، ومرحلة من أصعب مراحل حياة أمة لعبت فيها الأقدار مع المؤامرات أشواطًا مثيرة ومفصلية، وانكشف فيها المخطط الإرهابى الإخوانى ربما لأول مرة فى التاريخ المعاصر، وأهم ما جاء فى كتاب أسامة هيكل، وزير


الإعلام الأسبق، هو فساد النخبة، وتآكلها، وأكل بعضها على موائد اللئام والمتآمرين، وأكبر دليل أثبتته الأيام هو صحه قرار هيكل بغلق قناة الجزيرة لأسباب قانونية، وأخرى تتعلق بالأمن القومى، وهو القرار الذى اتخذه بكل شجاعة، وقامت الدنيا ضده، وتعرض حينها لحملة اغتيال معنوى شرسة من حزب العملاء والنخبة الفاسدة. أذكر هذا الآن لأن آفة حارتنا النسيان، كما يقول أستاذنا نجيب محفوظ، المهم أن أسامة

هيكل خرج من الوزارة، ولم يكمل  تنفيذ حلمه فى إعادة إعلام الدولة، وأنا أعلم أن فى حقيبته خطة كاملة وعبقرية وسهلة التنفيذ، لكن لم تمهله الأقدار لوضعها على أرض الواقع الإعلامى المتفسخ والمهترئ.. الآن الرجل مسؤول عن أهم مشروع إعلامى فى المنطقه.. هوليوود الشرق، كما كان


مخططًا لها عند إطلاقها، فماذا يفعل وهو قد تسلّم خرابة بكل معنى الكلمة؟!.. المدينة لم تحدث لها صيانة منذ سنوات، والفندق التابع لها - وهذه مهزلة - عقده أربعون عامًا مقابل تسعة ملايين جنيه ثابتة، والاستديوهات لها ديون مستحقة ومتراكمة، ولا أحد يحاسب، والدراما ماتت وتنتظر إعلان دفنها، والعمالة والبطالة المقنعة حدث ولاحرج، أما مدينة الملاهى فهى كارثة أخرى، لأن المستأجر الهندى أوقفها ورفع دعوى قضائية، والنتيجة أن الألعاب تتكهن والمنشآت تصدأ وتتصدع.. إذن التركة ثقيلة

والمشروع الذى بدا حلمًا، وكانت أسهمه بالبورصة فى السماء، صار كابوسًا، بل تسبب  فى خراب بيوت كثيرة من أصحاب الأسهم البسطاء الذين اشتروا الأسهم بتحويشة العمر، وللأسف اكتشفوا أنهم اشتروا «التروماى» على طريقة إسماعيل ياسين، وهذا ما جعل بنك الاستثمار القومى يدخل لينقذ ما يمكن إنقاذه، ويجلس أعضاؤه مع مجلس إدارة المدينة ليشارك فى وضع السياسات، وهم الذين رجحوا كفة أسامة هيكل، وأعطوه الثقة، وأعتقد أنهم اختاروا الاختيار الأصوب ليس فقط لأن الرجل يده نظيفة، ولكن لأنه يفهم عن وعى وتجربة صناعة الإعلام، ويعلم أن الإعلام رسالة و«بيزنس»، وقبل وبعد هذا هو يملك فن الإدارة ودروسها، وأهمها استثمار الطاقات، وتعظيم الموارد، والأهم هو إعادة دور مصر صوتًا

وصورة.. نحن أمام تحد كبير وسط منابر إعلامية تنفق المليارات على الإعلام والدراما، ونحن أصبحنا لها مستهلكين بعد أن كنا صناعًا وروادًا وكانوا هم التابعين، الآن على الأقل يجب أن ندخل المنافسة ولا يتم طردنا من الساحة، خصوصًا ونحن أمام مخططات معلن عنها من  قطر وتركيا بإنشاء كيانات كبرى

لسحب المتلقى المصرى، وهو ما أعلن عنه الرئيس السيسى من حيل وألاعيب الجيل الرابع، والحرب ليست إعلامية أو فضائية فقط، بل ثقافية فنية أيضًا، وهناك شركات إنتاج يتم إنشاؤها الآن بتمويل قطرى وتركى وإيرانى، وللأسف بعض المنتجين المصريين دخلوا على الخط، وبدأوا تنفيذ هذا المخطط فى

جهل، بل تآمر، واقعين فريسة للمال القطرى الحرام الذى لا يبغى غير إسقاط الدولة المصرية.. ألم أقل لكم إن الحرب لها أشكال أخرى، وهنا يكون من الحتمى إعادة دور إعلام الدولة وفنها، وإذا كان قطاع الإنتاج و«صوت القاهرة» قد تخلّيا عن هذا الدور قصرًا، فلا بد من إعادة مدينة الإنتاج لمربعها الذهبى، وقيادة المنتج الإعلامى والدرامى المصرى، وتوفير كل السبل والآليات لتحقيق هذا الطموح، وهو ليس مستحيلًا.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة