سعيد الشحات

هل فكر أحد فى مرحلة ما بعد داعش؟

الخميس، 11 سبتمبر 2014 07:43 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تبدأ اليوم فى مدينة جدة الاجتماعات الخاصة بتشكيل التحالف الدولى لمواجهة «داعش»، ووفقا للمعلومات الأولية فإن هذا الحلف سيكون عربيا أمريكيا، يتضمن التنسيق فى المعلومات والتحركات السياسية والأمنية والعسكرية، غير أن هناك أسئلة مهمة فى هذا الشأن تتعلق بمستقبل هذا التحالف وإمكانيات نجاحه.

أول هذه الأسئلة تأتى من الوضع فى سوريا، فخطورة «داعش» لا تتوقف عند تواجدها على الأراضى العراقية وفقط، وإنما تسيطر على أجزاء فى الأراضى السورية متاخمة للحدود على العراق، وبالتالى سيكون السؤال المطروح: كيف سيتعامل هذا التحالف مع الأوضاع فى سوريا؟ هل سيتبنى الرؤية الأمريكية والغربية فى التصميم على التخلص من نظام بشار الأسد بينما يواجه الجيش السورى «داعش» وكل الجماعات التكفيرية على الأراضى السورية دون سند دولى وإقليمى؟

فى الأسئلة أيضا، ما يشير إليه الكاتب الصحفى اللبنانى «طلال سليمان» رئيس تحرير «السفير اللبنانية» فى مقاله المنشور بـ«الشروق» بقوله: «كيف توفر لهذه المجاميع من المسلحين بالشعار الإسلامى كل هذه الأكداس من السلاح الحديث؟ وكيف أمكنها تجاوز حدود دول مثل تركيا؟ وهل تم ذلك بترتيب معها أو بالخفية عنها؟ يجيب «سليمان»: هذا مستحيل، لأن طوابير المقاتلين وقوافل سياراتهم لم تسقط من السماء بل اجتازت مساحات مكشوفة «آلاف الكيلو مترات»، وهى ترفع راياتها السوداء وهتافات الموت تتردد أصداؤها فى دنيا العرب والمسلمين كافة، بل تصل إلى أوربا وأمريكا فتثير الذعر.

يقودنا تساؤل «طلال سليمان» إلى تساؤل حول هل بالفعل سهلت تركيا دخول «داعش» إلى العراق فى مقابل الاستفادة من بيع «داعش» للبترول لها بأسعار أقل مما هى موجودة فى الأسواق العالمية؟ هناك من يتحدث الآن عن أن تركيا ضالعة فى هذا المخطط بدرجة كبيرة، وبناء على ذلك، ماذا سيكون موقف تركيا من هذا التحالف الدولى؟ هل سيكون لها مصلحة فى الإبقاء على المشهد الحالى كما هو؟ أم أنها ستدخل فى لعبة مقايضة سرية تضمن لها تعويض ما ستخسره؟

وفيما يتعلق بقطر، هل من الوارد أن يتم تصعيد حالة الغضب الخليجى بقيادة السعودية والإمارات ضدها؟ أم سيتم إبقاء الوضع كما هو عليه الآن، والتى تتعامل معه قطر على أنه بمقدورها امتصاص الغضب السعودى الإماراتى؟

فى الأسئلة أيضا، ماذا سيكون موقف إسرائيل، فليس من المعقول أن نصدق كلامها حول أنها ضد الإرهاب، فالوضع الحالى فى المنطقة العربية هو الأفضل لها، وحلمها القديم بأن تتمزق الدول العربية طائفيا والذى عملت من أجله كثيرا بخطط سرية وعلنية يتحقق الآن، وبناء عليه، فليس من المعقول أن تقضى إسرائيل على حالة تمثل لها نموذجا فى الإبقاء على قوتها مقابل إضعاف الوضع العربى.

ويبقى أهم سؤال وهو، هل هناك رؤية سياسية شاملة لمرحلة ما بعد «داعش»؟، وهذا السؤال تحديدا ينشغل به غيرنا، ولا ننشغل به نحن، تنشغل به أمريكا وإسرائيل وأوروبا، من أجل إبقاء المنطقة داخل كتلة لهب، حتى يبقى مصيرها مرهونا بالخارج، فعلا، هل فكر أحد عندنا فى مرحلة «ما بعد داعش».








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة