محمد سعد

الموظف الشبح

الجمعة، 12 سبتمبر 2014 06:56 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
هل يستطيع المسئولون بعد إعلانهم القضاء على الفساد.. أن يتخلصوا من الموظفين الأشباح.. الذين لايعدون ولا يحصرون...

كثر الحديث، فى السنوات الأخيرة، حول الموظفين الأشباح الذين ينتشرون فى الجهاز الإدارى للدولة.. وهذه ظاهرة تعانى منها الكثير من دول العالم الثالث حيث ثمة موظفون مسجلون فى الوظيفة الحكومية ويتلقون رواتبهم أول كل شهر، لكن الفرق بينهم وبين باقى الموظفين هو أنهم لا يحضرون إلى أماكن ومقرات عملهم، ولا يقومون بأى مهمة لاستحقاق أجورهم.. وهؤلاء من يطلق عليهم "الموظفون الأشباح"... ومن هؤلاء الموظفين الأشباح من لايعرفهم زملاؤهم فى العمل.. هؤلاء الأشباح يكلفون خزينة الدولة الكثير من الأموال دون أى مردود، فهل نستطيع أن نقضى على دفاتر الحضور والانصراف الوهمية.. والإمضاءات التى يقوم بها من بيده هذه الدفاتر .

نحن الآن فى أشد الحاجة للقضاء على هذه الظاهرة.. سواء الموظف الشبح الذى لا يذهب إلى عمله ويتقاضى راتبًا دون أدنى حق.. أو الموظف الشبح الذى يتواجد أو يقوم بأفعال وتخريب فى ممتلكات الدولة من خلال وظيفته.

إن ظاهرة الموظفين الأشباح تبدو، فى الوهلة الأولى، سهلة التحديد والتفسير، ولكنها فى الحقيقة مركبة ومعقدة وتحتاج إلى دراسات وأبحاث لمناقشة هذه الظاهرة والقضاء عليها.

السؤال الذى يطرح نفسه، كيف بدأت وتشكلت وبرزت هذه الظاهرة حتى تفشت وأصبحت كالوباء الذى يتسبب فى إهدار المال العام.. وإهدار الممتلكات وما هى أبعاد هذه الظاهرة؟

من الذى ساهم فى تكوينها وإفرازها؟ ما هى الأسباب والدوافع التى كانت وراء شبحية العديد من الموظفين؟ وما هى الإجراءات التى يجب اتخاذها من أجل القضاء على هذه الظاهرة فى هذا الوقت بالذات.. خاصة بعد أن سمعنا أن هناك موظفين أشباح يقومون بالتلاعب والتخريب – فى وزارة الكهرباء على سبيل المثال - وأماكن أخرى عديدة .

أتمنى أن نقضى على هذه الأسطورة.. أسطورة الموظف الشبح.. وكل ما هو سلبى، والقضاء على الموظف الذى لا يؤدى واجبه ويتقاضى راتبا شهريا دون حسيب ولا رقيب.. يجب القضاء على هذه الظاهرة المتفشية والمستمرة منذ عقود بسبب الفساد المستشرى.. هذه الظاهرة التى تؤثر تأثيراً كبيراً على ميزانية الدولة ونستشهد بالأرقام الحكومية التى تقدر خسائر الدولة بسبب "الموظفين الأشباح" بالمليارات سنويًا.. وتتسبب فى زيادة البطالة.. ولذلك ليس غريب عندما نسمع عن رصد أو تخصيص أموال طائلة للمشاريع.. دون أن نلمس أى تأثير على حياة المواطن.

وبعد أن أعلن الرئيس السيسى وحكومته محاربة الفساد.. نأمل أن يبدأوا بهذه الظاهرة التى ستعالج الكثير من الأمور سواء كانت مالية.. أو أمنية وأن ينتبهوا إلى أن هناك نوعا آخر أخطر من الموظف الشبح، فهو شبح موجود وحاضر ولايقوم بأى عمل ولامهمة لأن ما يهمّه الحضور والتملص من أداء الواجب مادام عمله يسير ولو على حساب الآخرين.

ألم يحن الوقت بعد للمساءلة والمحاسبة لتنقية الوظائف من هذه الأصناف التى تسىء للموظف؟
ننتظر الجواب .








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة