طرحت فى مقالى «هل فكر أحد فى مرحلة ما بعد داعش؟» المنشور أول من أمس الخميس، عددا من الأسئلة حول التحالف الدولى المزمع تكوينه لمواجهة «داعش»، وكان أحد هذه الأسئلة: «هل فكر أحد فى مرحلة ما بعد داعش؟».
وفى نفس اليوم كتب الأستاذ الكبير «جميل مطر» مقالا مهما فى الزميلة «الشروق» بعنوان: «النظام العربى فى انتظار جراحة مؤلمة»، يشمل الكثير من الأسئلة عن الجولة الجديدة فى الحرب العالمية ضد الإرهاب، ومما يلفت النظر فيها قوله، إنه توجد شكوك عميقة وملموسة لدى كثير من أعضاء جماعات السلطة والنفوذ فى العالم العربى فى أن هذه الحملة العالمية ضد الإرهاب قد يكون أحد أهدافها استكمال مؤامرة تفكيك الدولة القومية العربية، أو على الأقل إضعاف هيبة الدولة، وأضاف، أنه توجد أيضا شكوك أخرى أعمق وأوسع انتشارا تتضمن الاعتقاد بأن الحرب الجديدة ضد الإرهاب قد يكون بين أهدافها إعادة «استدعاء» قوى الإسلام «المعتدل»، أى الإخوان المسلمين، لتولى مقاليد الحكم فى البلاد العربية تحت مسميات متنوعة.
يلفت «جميل مطر» إلى أنه قد لا يكون فى ذهن معظم الحكام، أو من تبقى منهم أن شيئا جوهريا فى بلادهم والمنطقة عموما سوف يتغير، وأنهم ومعهم الغالبية العظمى من المفكرين العرب والمتخصصين فى العلاقات الدولية والإقليمية لم يخصصوا الوقت والجهد اللازمين للتفكير فى شكل مستقبل بلادهم والمنطقة عموما.
تحيلنا تلك التحذيرات بتنبؤاتها المؤلمة التى يطلقها «جميل مطر» إلى ضرورة الأخذ بجدية لتلك الآراء التى تتحدث عن أن الطبعة الجديدة من الإرهاب المتمثلة فى «داعش» هى من تفريخ المعامل المخابراتية لدول تخطط من أجل تفكيك «الدولة القومية العربية»، وليس شرطا أن يتم ذلك بالتلقيح المباشر، فهناك أطراف إقليمية تأخذ دور الوكيل، ونوع السلاح والسيارات الموجودة لدى «داعش» دليل دامغ على ذلك، بالإضافة إلى ترك التنظيم كل هذه الفترة دون مواجهة حقيقية مما أهل عناصره للاحتماء بالسكان المدنيين، وقد يرتب ذلك صعوبات كبيرة فى القضاء على قوة التنظيم فى مدى زمنى قريب.
الدعوة إلى تكوين التحالف الدولى هى دعوة أمريكية بالطبع، ومع الأخذ فى الاعتبار حول ما يقال عن الغطاء الخارجى لـ«داعش» فإن السؤال الناتج من ذلك هو ماذا عن نوعية الفاتورة التى سيتم تسديدها لأمريكا؟ والحديث هنا لا ينصب على الفاتورة المادية، فالفاتورة السياسية هى الأهم، وإذا كان التحالف الدولى الذى قاد الحرب الأمريكية ضد العراق، قد أسفر عن إضعاف عميق للمنطقة العربية، فالسؤال، هل نحن مقبلون على حالة إضعاف أعمق مما كان ومما هو حاضر.
المثير للانتباه هنا أنه وبالرغم مما قاله «جميل مطر» حول شكوك جماعات السلطة والنفوذ فى المنطقة العربية بأن الحرب الجديدة ضد الإرهاب قد تكون استكمالا لمؤامرة تفكيك الدولة القومية العربية، فإن هذه الجماعات لا تقدم من تلقاء نفسها المبادرة التى تمنع من هذا الخطر الرهيب، كما أنها لا تستفيد أبدا من دروس الماضى.
تبقى نقطة أخيرة فى كل السيناريوهات المستقبلية المطروحة حول المنطقة وهى، أنه لا تتحدث عن الجماهير العربية كطرف، فلماذا؟
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
خالد الشيخ
مكونات الجماهير العربية ..فرز وتقسيم وعنصرية أحيانا !!
عدد الردود 0
بواسطة:
ســعيد مـتولـى
و ما معـنى ما قاله وزير خارجــيتنا فى مرتمـر جـدة
عدد الردود 0
بواسطة:
الشعب الاصيل
بالفعل لعبة الكراسى الموسيقيه فى الشرق الاوسط لن تنتهى والهدف منها تفكيك الدوله القوميه
عدد الردود 0
بواسطة:
الشعب الاصيل
ببساطه قوة العرب واتحادهم تشكل خطوره كبيره على اسرائيل وبالتالى لابد من عمليات التفكيك والتفتيت
هذا هو الهدف النهائى للغرب
عدد الردود 0
بواسطة:
الشعب الاصيل
للاسف مبارك كان احد مراحل هذا التخطيط دون ان يدرى - فى عهده ترسخت قواعد الارهاب والتطرف
ياعرب انتبهوا لما يحاك ضدكم
عدد الردود 0
بواسطة:
الشعب الاصيل
داعش ماهو الا قنبله نوويه تم زراعتها بايدى الامريكان فى العراق - داعش الان هو مسمار جحا
بدون
عدد الردود 0
بواسطة:
الشعب الاصيل
علينا العوض اذا خفنا من امريكا والغرب وخشينا من سفالة قناة الجزيره
بدون
عدد الردود 0
بواسطة:
الشعب الاصل
هل نترك الارهاب القريب ونذهب الى البعيد - مفيش وقت للاعتقال ثم الحبس ثم المحاكمه
المطلوب - الحسم بكل قوه فى كل منطقه
عدد الردود 0
بواسطة:
الشعب الاصيل
من السذاجه ان ننتظر الارهاب ولا نبادر بمهاجمته - حسم المشكله افضل من انتظار تفاقمها
بدون
عدد الردود 0
بواسطة:
عربي
قتل الجيش العربي فالمهد