aالتخوفات كثيرة ومشروعة فى التحالف الجديد فى الحرب على تنظيم الدولة الإسلامية فى العراق والشام - داعش - والشك فى نوايا الولايات المتحدة الأمريكية من وراء هذه الحرب الجديدة «فرض عين» على كل ذى عقل وبصيرة. فلا يلدغ العاقل من واشنطن ولا يتورط فى حرب معها ولا يتجرع من بئرها السم مرتين، ويخرج نادما وخاسرا ولا يناله إلا شرور الحرب معها.
فى الحرب على الإرهاب الأولى كان الهدف تدمير العراق وجيشه بدعم ومساعدة عربية مادية وعسكرية وأرسلت مصر جيشها من أجل حفنة دولارات ولم يؤرخ الأمريكان أن الجيش المصرى ساعدها فى حرب «تحرير الكويت»
وكان الموقف المصرى الأكثر تأثيرا فى نجاح «عاصفة الصحراء» ضد العراق والكل لا ينسى ذلك إلا واشنطن حتى أن وزير الخارجية الأمريكى وقتها جيمس بيكر قال لوزير الخارجية السورى فاروق الشرع بعد الحرب «لقد هزمناكم فى الحرب» رغم أن سوريا ومصر ودول الخليج كانت إلى جانب واشنطن فى الحرب ومع ذلك رأت الولايات المتحدة أن الحرب والهزيمة كانت من نصيب العرب بعد سقوط بغداد وهزيمة أقوى جيش فى الشرق الأوسط وقتها وهو الجيش العراقى.
ويومها ومع سقوط العراق – الثور الأبيض ــ تكشفت الحقائق والأهداف وأن الغرض هو تفعيل مبدأ «الفوضى الخلاقة» فى المنطقة وتنفيذ مخطط الشيطان اليهودى فى البيت الأبيض بول وولفيتز نائب وزير الدفاع الأمريكى بتقسيم دول المنطقة ونشر الفتن والفوضى بداية من العراق ثم سوريا ثم مصر والسعودية. وهذا ما كاد أن يتحقق بشكل كامل لولا 30 يونيو.
الحرب على داعش هدفها استدراج مصر والدول العربية إلى حرب غير مضمونة العواقب وغير معروفة النتائج وعبارة عن مستنقع صنعته واشنطن وتريد أن تغرق فيه جيوشا عربية وتحديدا الجيش المصرى، الجيش الوحيد القوى الباقى فى المنطقة واستدراجه إلى المستنقع الأمريكى الجديد.
وتمزيقه بين إرهاب الداخل وإرهاب الخارج. وهذا لن يحدث، فالشعب المصرى لن يوافق على تبديد قوته الباقية ومؤسسته الوطنية القوية ودرعه وسيفه فى حربه ضد الإرهاب المتربص بالوطن فى الداخل.
اللعبة الأمريكية مكشوفة والحرب ضد داعش لن يتورط فيها الجيش، وحسنا فعلت القيادة المصرية بإعلانها أنها لن تخوض حربا عسكرية بالوكالة ضد التنظيم الإرهابى.