.. ويسألونك عن الجامعات المصرية لماذا هى دوما خارج قوائم تصنيف الجامعات المحترمة؟ قل انظروا إلى رؤسائها تجدوا مايدلكم على أول طريق الإجابة!
قبل 15 يوما من الآن، خرج رئيس جامعة بنى سويف ليهدد طلابه قائلا: (اللى هيسىء إلى الرئيس أو رمز من رموز الدولة هفصله من الجامعة)، هكذا قالها دون توضيح ودون إشارة إلى قانونية تهديده، أو نوع الإساءة التى يتكلم عنها، وكأنه يطلب من طلابه أن يدخلوا إلى الحرم الجامعى مثلهم مثل القردة الثلاثة.. لا يرون ، لا يسمعون ، لا يتكلمون، مجرد عرائس يتم تلقينها مجموعة من المعلومات والمواد والمناهج يجمعون بها درجات آخر السنة.
بنفس المنطق ونفس المنهج وعلى طريقة شيخ الحارة لا رئيس الجامعة، قال الدكتور جابر نصار رئيس جامعة القاهرة: (كل شىء واضح، من يخالف القرار سترون ماذا ستفعل الجامعة، وأى طالب يأتى يقول «أنا تابع للحزب الفلانى هنديله فوق دماغه)، هكذا فعلها وهكذا قالها، رئيس جامعة يهدد طلابه على طريقة معارك الباعة الجائلين، وخناقات الشوارع، وكأن الطلبة مجموعة من الأطفال يجوز لرئيس الجامعة ضربهم فوق دماغهم، وربما استخدام تلك الطريقة، يعبر لك عن الأسلوب التعليمى الذى يتبعه الأساتذة مثل جابر نصار فى الجامعات، حيث ينظرون من «خرم» عقولهم الضيقة إلى الطلاب، وكأنهم مجموعة من «البلاليص» الواجب عليها الاستماع فقط، والخضوع لما يتلقونه من الأساتذة، ولعل ذلك يفسر لك المستوى المتردى لخريجى الجامعات المصرية، ويؤكد لك أنهم ضحايا لمجموعة من الأساتذة، لم يفهموا بعد الفرق بين بناء شخصية طالب جامعى وتعليمه، وبين التعامل مع المواشى.
ومن هنا نبدأ بسؤال جديد.. إذا كان رؤساء الجامعات بهذه الألفاظ «الشوارعية» يتعاملون مع الطلاب، فهل تنتظر أن يكون شيمة طلابهم شيئا آخر؟
بالطبع لا، فإن قال رئيس الجامعة لطلابه «هديكم فوق دماغكم» فلا تتعجب إن رد عليه الطلاب بعبارات من نوعية «أعلى مافى خيلك اركبه»، وإن عاد رئيس جامعة القاهرة وهدد طلاب المدن الجامعية وعايرهم قائلا: (أعد كل من يخالف نظام الإقامة فى المدن الجامعية، أنه هيشيل هدومه ويمشى حتى لو الساعة 2 بالليل، ومش مشكلتى يروح فين..)، فمن الطبيعى أن يستخدم طلاب الجامعة نفس منهج أستاذهم باللجوء إلى العنف أو نشر الفوضى، ومش مشكلتهم القانون بيقول إيه أو إيه اللى هيحصل، فإذا كانت مصطلحات رئيس الجامعة على شاكلة هيشيل هدومه ويمشى، وكأنه يطرد الطلاب من بيته، فمن المؤكد أنه كقدوة للطلبة يفتح لهم بابا جديدا لممارسة الفوضى والعشوائية، هذا بخلاف أن نبرة معايرة رئيس الجامعة لطلاب المدن الجامعية بأنهم لا يدفعون أموالا، تبدو غير مفهومة، خاصة مع المعلومات الواردة والقائلة بأن الأموال التى تنفق على طلاب المدن الجامعية من خزينة الدولة، وليست من خزينة رئيس جامعة القاهرة الخاصة.
عموما تبدو الإجابات واضحة أمامكم الآن، إذا طرح على أحدكم سؤال يخص مستوى التعليم الجامعى فى مصر! وقتها ستكون الإجابة سهلة: رؤساء جامعاتنا غير مؤهلين، مشغولون بمعايرة الطلاب والعراك معهم على طريقة الباعة الجائلين، والأهم من كل ذلك أنهم لم يفهموا بعد أن مصر تحتاج إلى بناء شخصيات وكوادر، لا تحتاج إلى «خفر» يأمرهم، ويهدد رئيس الجامعة فيستجيبوا له صاغرين.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة