إبراهيم داود

أتراك العميد «3»

الإثنين، 15 سبتمبر 2014 10:03 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مصر فى ظل السيطرة الفارسية وفى ظل السيطرة الرومانية لم تعط أى شىء مهم تقريباً، كما كتب طه حسين بالفرنسية فى رده على الوزير التركى الذى أغضبه رأيه فى الاحتلال العثمانى لمصر، أما عصر البطالمة فكان فترة من الخصوبة المثيرة للدهشة، فمصر تحت حكم البطالمة كانت حرة، كان لديها ملوكها، وعاصمتها، وجيوشها، وتوجد نفس الظاهرة فى العصر الإسلامى؛ ففى ظل خلافة دمشق وبغداد كانت الحياة الفكرية المصرية متدنية تقريبا، ولكنها ما إن استعادت قدراً من استقلالها مع مجىء الطولونيين والإخشيديين حتى بدأت تصبح عاملاً أساسياً فى حياة العقل الإسلامى. وأخذت مصر مع وصول الفاطميين والأيوبيين والمماليك تستعيد استقلالها الكامل وتبسط سيطرتها خارج حدودها، وأصبحت  القاهرة على الفور منافساً شديد الخطر لبغداد فى الشرق وقرطبة فى الغرب.

وعندما وقعت بغداد تحت ضربات المغول ووقعت قرطبة تحت ضربات مسيحيى إسبانيا، بقيت القاهرة وحدها هى العاصمة الفكرية للعالم الإسلامى، ثم يصل الأتراك العثمانيون فتنحدر مصر إلى مرتبة إقليم فى الإمبراطورية التركية كما كانت إقليما فى الإمبراطورية البيزنطية والإمبراطورية الرومانية. وترتد من ثم إلى حالة التدنى، ومع مجىء القرن التاسع عشر تستعيد مصر استقلاليتها شيئاً فشيئاً وتسترجع فى نفس الوقت شيئاً فشيئاً حياة عقلية نشطة، كلام طه حسين صالح لأيامنا هذه، مصر الآن تخوض معارك البشرية ضد الهمجية والاستغلال والاستعمار الذى تغير شكله، الأتراك كتبوا تاريخهم وصدقوه، وتخيلوا أن مصر ستسمح بعودة نفوذهم المقبض القديم، لأنها بعد ثورتين ملهمتين من الصعب أن ترتد ثانية إلى حالة التدنى.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة