محمود سعد الدين

تضامنا مع معركة الأمعاء الخاوية

الإثنين، 15 سبتمبر 2014 08:17 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
«هى البلد ناقصة بطون خاوية ولا أمعاء خاوية، إيه الكلام الفاضى ده، إحنا بنحارب الإرهاب وجنودنا بيتقتلوا فى سيناء وإنتو معتصمين ومضربين عن الطعام، دا إنتو ناس فاضية».. أعلم تماما أن تلك العبارة ترد على خاطر الكثيرين بمجرد قراءة أى خبر عن معركة الأمعاء الخاوية وإعلان صحفيين ونشطاء الإضراب عن الطعام للمطالبة بإلغاء قانون التظاهر والإفراج عن المحبوسين على ذمة تلك القضايا، وأعلم أيضاً أن الكثيرين يرون الموضوع أقل من أن يوصف بـ«معركة» وأقل من أن يحظى بهذا الاهتمام الإعلامى، ولكن عزيزى القارئ إن تحدثنا بشىء من التدقيق فى أصل القضية، نحن أمام قانون خرج متضمنا ثغرات دستورية، وبعيداً عن ذلك فهو بالأساس لمواجهة مظاهرات جماعة الإخوان الإرهابية ولكن أول من وقع فى مصيدة القانون، هم شباب ثائر، نحسبهم على خير، شاركونا فى يناير ولهم بصمة كبيرة وشاركونا فى 30 يونيو، سبقونى وسبقوك فى الوقوف ضد الإخوان، علا صوتهم قبلى وقبلك بهتافات ضد محمد مرسى وخيرت الشاطر وبديع وقبلهم مبارك وصفوت الشريف وفتحى سرور.

عزيزى القارئ، من المحزن بعد ثورتين، أن يكون أحمد دومة وأحمد ماهر وعلاء عبدالفتاح خلف أسوار السجون، وهم أنفسهم من وقفوا فى الصفوف الأولى فى كل معارك الوطن بالسنوات الثلاث الماضية، من الممكن أن تختلف معهم فكرياً، تختلف مع آرائهم وتوجهاتهم، تعتبرهم «فوضويين»، حقك طبعا، ولكن أنا وأنت لا نختلف على وطنيتهم وحبهم لمصر، لا نختلف على أنهم ساهموا بقدر كبير فى تحريك الشارع المصرى ودعم الحراك الثورى به وأن ما يتعرضون له الآن ظلم كبير.

عزيزى القارئ، لماذا تتفكك جبهة 30 يونيو؟، الإجابة فى بعض التفاصيل، التى قد تبدو صغيرة فى بدايتها ولكن تتعقد كل يوم يمكث فيه الشباب فى السجن، وتتولى وسائل إعلام معينة وقنوات فضائية مهاجمتهم بالباطل وتنسب اتهامات مزيفة لهم دون أى اعتبار لمعايير مهنية أو لشرف إعلامى.

عزيزى القارئ، الأمعاء الخاوية هى أول تحدٍ حقيقى للرئيس عبدالفتاح السيسى فى ملف الحقوق والحريات، لأنها أول عمل منظم لقوى المعارضة المدنية، ورد فعل السيسى عليها سيعكس الخط العام لتعاملاته مستقبلاً مع المعارضة الجديدة فى مصر، التى لا تبتعد عن مسارين أساسيين، الأول هو استجابة الرئاسة والإعلان عن تعديل قانون التظاهر والبدء فى إجراءات الإفراج عن النشطاء وهو ما سيلقى قبولا فى تيار المعارضة الجديد ويلم شمل جبهة 30 يونيو من جديد، والثانى هو عدم الالتفات نهائيا لمعركة البطون الخاوية وعدم التراجع عن القانون أو الإفراج عن النشطاء، وهو الأمر الذى قد يزيد من الحاجز بين التيار المدنى والرئيسى السيسى.

فهل يستجيب الرئيس السيسى ويوحد جبهة 30 يونيو ويفرج عن الشباب؟








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة