بالرغم من أن معظم أعمدة نظام مبارك الرئيسية، خارج السجون، نظرا لحصول بعضهم على البراءة من كل القضايا المتهمين فيها، والبعض الآخر مازالت المحاكم تنظر قضاياه، إلا أنهم مختفون تماما عن الأنظار، وفى حالة سكون شديد، ويفرون من أماكن الصخب، مثلما يفر الإنسان من مرض الطاعون.
والحقيقة أن أكثر رجال مبارك جرأة، هو الدكتور أحمد نظيف رئيس مجلس الوزراء الأسبق، فالرجل يحضر كل المناسبات، وكان آخرها مشاركته فى تشييع جنازة سلفه الدكتور عاطف عبيد، ويجرى اتصالات هاتفية مع كل أصدقائه من نظام مبارك، دون أن يبالى الرجل من أن تلاحقه كاميرات وسائل الإعلام المختلفة.
ورغم هذه العزلة التى فرضها رجال مبارك على أنفسهم، والبعد نهائيا عن كل مشهد صاخب سواء كان مناسبة عامة أو سياسية، إلا أن الأجهزة المعنية رصدت اتصالات بين عدد كبير من نظام مبارك، معظمها دار حول الاطمئنان على الصحة وحالة أفراد الأسرة، دون التطرق إلى أى قضية من قضايا الشأن العام، وما تمر به البلاد من حالة عدم الاستقرار السياسى.
أما المكالمات القليلة التى تم رصدها بين رجال مبارك، والتى دارت حول الشأن العام، كانت بين زكريا عزمى، وفتحى سرور، حيث تبادلا الحديث عن الظلم الذى تعرضا له، وحالة التشويه الكبيرة لتاريخهم السياسى، دون أى سند قانونى، أو دليل قاطع يثبت تورطهم فى قضايا فساد، ثم عن مخاطر الدستور الجديد، بما يتضمنه من مواد بمثابة قنابل موقوته حسب ما أكده الدكتور سرور تحديداً، وأنه سيكون سبباً فى عدم استقرار البلاد عند اكتمال الاستحقاقات الدستورية، من اختيار الرئيس وتشكيل الحكومة ثم انتخابات مجلس النواب، وسيظهر الصراع والنزاع على الاختصاصات مما ينجم عنه الفرقة السياسية، وتغليب المصالح الشخصية على المصلحة العامة.
الأحاديث والمكالمات التليفونية بين رجال مبارك، مغلفة بالحرص الشديد، خوفا من أن تتسرب مكالمة تثير عاصفة سياسية وشعبية، تدفع بهم إلى مصير مظلم هم فى غنى عنه تماماً.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة