المعلن والذى يتردد حتى الآن عن أن السبب الرئيسى لقيام قطر بطرد 7 من قيادات الإخوان يرجع لضغوط سعودية – إماراتية على الدوحة، والحقيقة أننى غير مقتنع بأن السعودية أو الإمارات لديهما من النفوذ على دولة قطر، لكى تجعلها تقوم بطرد 7 من صقور الإخوان، وهناك من المواقف السابقة التى تؤكد عدم قناعتى بأن الدوحة بدأت حملة الطرد بضغوط ليست خليجية أو عربية، بل جاء الضغط من الإدارة الأمريكية التى طالبت قطر بتقديم بعض التنازلات بهدف فتح باب الحوار مع القاهرة للمشاركة فى حرب أمريكا ضد تنظيم داعش الإرهابى، وهو ما يفسر سر التوقيت الذى أعلنت فيه الدوحة قرار الطرد، الذى سبق الترتيبات الأمريكية لتشكيل تحالف دولى ضد داعش الإرهابى، هذا هو التفسير المنطقى للتحرك السريع للدوحة تجاه التواجد الإخوانى المتزايد فى قطر، والدليل على ذلك أن فكرة طرد القيادات القطرية ظل هو المطلب الأول لدول الخليج لتحسين العلاقات مع قطر إلا أن الدوحة ظلت تماطل على أمل أن يتم نسيان الموضوع ولكن تدخل واشنطن فى هذا الملف أجبر قطر على تنفيذ المطلبين المصرى والخليجى ولكنها بدأت بطرد أعداد قليلة لم تتجاوز أصابع اليد الواحدة ربما يكون الهدف هو جس النبض المصرى ليس تجاه الدوحة بل تجاه موافقتها على المشاركة فى تحالف محاربة داعش وهو ما حدث ولكن الدوحة استخدمت نظرية الواحدة واحدة أى طرد عدد قليل من القيادات بهدف إرضاء الأمريكان من ناحية، وفتح باب التفاوض مرة أخرى مع دول مجلس التعاون الخليجى، إذا علينا أن نبحث عن الأمريكان فى قرار الدوحة بطرد قيادات الإخوان ونستبعد أى سبب آخر.
إذن الإدارة الأمريكية كانت وراء القرار القطرى فى طرد قيادات الإخوان وليس حبا فى النظام المصرى بل لحاجة واشنطن للقاهرة لكى تشارك فى حلف الحرب ضد تنظيم داعش الإرهابى الذى صنعته المخابرات الأمريكية ليكون بمثابة البعبع ومسمار جحا للأمريكان لكى تتدخل فى سوريا بعيدا عن رفض مجلس الأمن بتوجيه ضربة فى سوريا، وهو ما يفسر وجود تغيير فى سياسية أمريكا تجاه مصر بدأت بالضغط على قطر لطرد الإخوان وستنتهى بلقاء مرتقب بين الرئيس السيسى والرئيس الأمريكى أوباما، وهو ما يراه البعض انتصارا للقرار المصرى حتى الآن.
عبد الفتاح عبد المنعم
ابحث عن «الأمريكان» فى قرار طرد الدوحة لقيادات «الإخوان»
الثلاثاء، 16 سبتمبر 2014 12:01 م