جمال أسعد

الديمقراطية ومعارضة النخبة

الثلاثاء، 16 سبتمبر 2014 03:11 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
«لا ديمقراطية بدون تعددية ولا تعددية بدون أحزاب»، والتعددية هنا تعنى طرح الأحزاب لبرامجها الحزبية للمواطن فى الشارع السياسى سعياً وراء كسب صوته فى الانتخابات لحصد الأغلبية البرلماية التى تمكن الحزب من تشكيل الحكومة التى ستطبق برنامج الحزب الفائز ويصبح هو حزب الأغلبية، أو الحصول على نسبة من الأصوات تمكنه من حصد عدد من المقاعد البرلمانية تمكن هذا الحزب من ممارسة دور زعيم المعارضة للحزب الحاكم.

وعلى أى حال فالبرامج السياسية الحزبية وجماهيرية الحزب وقواعده وكوادره هم الفيصل وجواز المرور لأى حزب للوصول إلى الحكم أو ممارسة المعارضة، كما أن الديمقراطية لا تختصر فى صندوق الانتخابات، ولكن وهو الأهم فى رفع سيف الوصاية عن رقاب الجماهير بكل أنواع هذه الوصاية حتى يتم الاختيار بحرية كاملة، ولأننا نعيش كل أنواع الوصاية على أرض الواقع لذا لا نرى برامج ولا سياسات ولا جماهيرية تساند وتقف وراء من يحكم ولا من يعارض.

ولأننا عملياً لم نمارس أحزاباً وجماهير عملية الحصول على الأغلبية ليحكم أى حزب حيث لا أغلبية بعيداً عن السلطة وسطوتها وأحزابها المصنوعة، ولذا فقد أصبح المناخ السياسى العام للأحزاب الديكورية والورقية الفاقدة للجماهيرية وكذلك للنخبة السياسية المتعالية على الجماهير والمعزولة عنها، أصبح هذا المناخ يطمح ويميل ويستحسن ويستسهل عملية المعارضة.

وهنا لا نوزع صكوكا للوطنية ونحرم آخرين منها، ولكن هل المعارضة هى الطريق الواحد وذات المنهج ونفس الأسلوب أى هل المعارضة هى كتالوج محدد الأوصاف؟ أم أن المعارضة هى من توصف الواقع السياسى توصيفا سليما وصحيحا بمنهج علمى وبشكل موضعى بعيدا عن الخلفية الشخصية والنظرة الذاتية حتى تتمكن من وضع التطورات والبرامج البديلة والأكثر صواباً، والتى تمكنها من حشد الجماهير وراء تلك البرامج البديلة؟ وهل المعارضة فى ظل دولة مستقرة ومع نظام حاكم جاء فى ظروف طبيعية بالانتخاب الحر المباشر دون وصاية، هى نفس المعارضة التى تمارس دورها فى ظروف غير عادية واستثنائية يسودها استقطاب سياسى غير مسبوق قسم الوطن على أرضية دينية وطائفية، وليس على برامج سياسية متنوعة ومشروعة، وطن هيبته مفقودة يجب أن نسعى لاستعادتها، وأمن متخبط بين سياسى وجنائى، وقيم منهارة، واقتصاد فى نزعاته الأخيرة، ومشاكل متراكمة عبر عشرات السنين فى مقابل طموحات بلا حدود هى من حق الجماهير التى عانت وحلمت وحققت تغييراً تاريخياً لنظام مستبد وآخر فاشى؟

هل المعارضة هى التى تمارس دوراً تقليدياً بلا فكر أو بديل بمجرد التواجد السياسى، والأهم التواجد الإعلامى الذى أصبح للأسف الآن هو البديل للعمل السياسى الجماهيرى فى الشارع؟ هل المعارضة هى التى تمارس دوراً لا تحسب نتائجه وهل تصب فى صالح الوطن وهذا واجب وطنى أم تعارض وتنتقد نظاما سياسيا وهذا حق سياسى وقيمة ديمقراطية لا خلاف عليها ولا حولها؟

هنا لا يمكن أن نصادر على المعارضة فهى قيمة سياسية لا غنى عنها لأى نظام، كما أنه قد مضى وولى هذا النظام وذاك الزمن الذى كان يمكنه وأد ومحاصرة المعارضة، كما أن هناك أمورا كثيرة وكثيرة لا تستغنى عن المعارضة فلا صمت على تجاوزات الأمن ولا مهادنة مع الفساد أيا كان مرتكبه، ولا تهاون مع راكبى كل موجة وهم وقود كل الموجات لا سكوت على ممارسات المحليات الفاشلة الخائبة التى أصبحت علامة لكل ما هو غير مشروع وقانونى.

ولكن فى ظل هذه الظروف لابد أن يكون هناك مكان للوطن حفاظاً على الدولة حتى لا تنهار وتفشل فنصبح جميعنا خاسرين، لا ندافع ولا نصمت فى مواجهة رئيس أو حكومة أو نظام، ولكن فى إطار الحفاظ على الدولة، حيث إن الظرف استثنائى وهناك من يريد هدم الدولة وسحق الوطن، وحتى نحافظ على أن تظل مصر وطناً لكل المصريين.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

اديب عطا الله

هو البعيد مؤهلاتك اية ؟

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة