بدعوة كريمة من الأب لوكاس حلمى الفرنسيسكانى، مسؤول المدارس بالرهبنة الفرنسيسكانية، حضرت ثلاث ورش عمل مع المعلمين والمديرين بمدارس الإسكندرية والأقصر وأسيوط، ويرجع تاريخ الرهبنة الفرنسيسكانية فى مصر إلى 1219 حيث قدم القديس فرنسيس الإيسيزى إلى مصر مع الحملات الصليبية، ولكنه لم يقبل ضميرياً استعادة بيت المقدس بالحرب.. فذهب إلى معسكر الملك الكامل أيوب، وبعد حوار استمر أياما، استطاع فرنسيس بالسلام مع الملك الكامل أن يمنحه الملك مفاتيح بيت المقدس فى 26 سبتمبر منذ ما يقارب الثمنمائة عام.. ومنذ ذاك التاريخ والأباء الفرنسيسكان يخدمون فى بيت المقدس ومصر، على درب الحوار والسلام الفرنسيسكانى عقدت تلك الورش تحت شعار «مدرسة جديدة فى وطن جديد»، وللفرنسيسكان سبعة عشرة مدرسة من الأقصر جنوباً وحتى الإسكندرية جنوباً، مروراً بأسيوط ومغاغة والفيوم، وصولاً للسويس وبورسعيد، ناقشت الورش الهوية والمواطنة والرؤية، ورأى المشاركين أن مدارس الفرنسيسكان مدارس وطنية تخدم جميع أبناء الوطن بغض النظر عن الدين أو النوع أو المستوى الاجتماعى (نصف الطلاب والمعلمين والعاملين بالمدارس من المواطنين المسلمين)، وتنشد المدارس نشر التفوق العلمى والانتماء للوطن، واحترام الآخر، والحوار، والسلام، وتؤكد المدارس الفرنسيسكانية على المواطنة، والمهنية والمنهج العلمى فى حل المشكلات، والخروج بالمدرسة للوطن وتعميم القراءة، تبادل الخبرات، زيارات بين المدارس وللأماكن الأثرية والثقافية، مسابقات، التنمية الثقافية الذاتية المستمرة للمعلم، المكتبة الإلكترونية، تغيير أسلوب الحياة وتجديد الموروثات البالية، وعن المنهج العلمى دعا المشاركون إلى تعليم المدرسين والطلاب الطرق العلمية فى إدارة وحل المشكلات، وعن المهنية طرح المعلمون ضرورة التدريب المستمر على كل ما هو جديد، والإبداع، وتبادل الخبرات والكفاءة العلمية والتخصص والتخطيط ودراسة الاحتياجات.
وانتهت الورش بالتوصيات الآتية:
سن قوانين تكفل الحصانة للمعلم والمدرسة، دعم مكتبات المدارس بالكتب والآليات التى تسمع باستخدام كل ما هو جديد، طبع كتيب يدرس فى حصص الحياة عن الهوية والرؤية والمواطنة، عقد ندوات تكوينية تجمع ما بين المعلمين وأولياء الأمور والطلبة، الزيارات الميدانية للتعارف بين مدارس الفرنسيسكان، اختبارات نفسية ومهنية للمعلمين قبل اختيارهم، وتأهيل المعلمين تخصصياً قبل بدء العمل، تشكيل مجموعات عمل مشتركة لدراسة احتياجات المدارس وتنمية القيم والمهارت المشتركة والوعى بالانتماء الوطنى.
وفى ضوء ذلك أكد المشاركون على ضرورة أن تكون مدارس الفرنسيسكان مدعوة لخدمة المجتمعات التى تشكل البيئة الحامية للمدرسة عن طريق المساهمة فى بناء الوطن مع القيادة الوطنية للرئيس عبدالفتاح السيسى.
بعد تلك الأيام التى قضيتها فى رحاب تلك المدارس، التى تحمل عبق الروحانية الفرنسيسكانية التى ترتكز على الحوار والسلام والخدمة والتواضع والمساواة والمصالحة، أدركت أن الوطن يسير نحو التقدم والحرية.