المتأمل لحياة الكثيرين منا الآن يلاحظ وجود ازدواجية فى السلوك عند معظمنا بحيث نرى من يصلى فى جماعة ويعتمر كل رمضان ويحج كل عام ثم يرتشى ويسرق ونرى بعض من دخلوا المجالس التشريعية فى الفترات السابقة تحت شعارات براقة يغشون ويتربحون من مناصبهم ويحيطون أنفسهم بعصابة من البلطجية والسبب وراء ذلك هو السير فى اتجاه الموجة وما يعبر عنه فى علم النفس بالعقل الجمعى.
السائد الآن هو ظاهر ما يطلبه الدين منا فلا مانع من أن يفعله المرء على الملأ حتى إذا خلا إلى نفسه ظهر على حقيقته ومارس ما تهواه نفسه وتجد فيه الراحة حتى ولو تعارض مع جوهر الدين، والنفس الإنسانية مجبولة على الجهل بما ينفعها، والفرح بكل ما يجلب إليها لذة حسية أو مصلحة وقتية، فهى تنشط مثلاً إلى الصلاة التى لا تكلفها شيئا والذهاب إلى الحج والعمرة لتغيير الجو وليعلم الجميع ما عليه صاحبها من العز ، وتكسل إن طالبتها بقيام الليل الذى لا يراها فيه أحد أو بصلاة الفجر أو الذهاب إلى واجب فى الخفاء، أو وضع زكاة المال فى يد قريب فقير بحيث لا ترى اليد اليسرى ما دفعت اليمنى، باختصار إنه الرياء والنفاق، مرض القلب الناشئ عن ضعف اليقين والركون إلى الدنيا الذى أصيب به معظمنا بعد الانفتاح الاقتصادى فما هو الحل؟ يقول ابن عطاء الله السكندرى: "إذا خُيِّرتَ بين أمرين، فانظر أثقلهما على نفسك فاتبعه فإنه لا يثقل عليها إلا ما كان حقا" فهل آن الأوان لتغليب ما فيه مصلحة الناس حتى ولو تعارض مع مصالحنا الشخصية؟
د.سمير البهواشى يكتب: أما آن الآوان لتغليب ما فيه مصلحة الناس؟
الخميس، 18 سبتمبر 2014 08:16 ص
صندوق ذكاة – أرشيفية
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة