حنان شومان

شيزوفرينيا ولّا نفاق ولّا هبل ولّا إييه؟

الجمعة، 19 سبتمبر 2014 01:03 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
منذ شهور قبل ثورة يناير كنت ومجموعة من صديقاتى منذ أيام المدرسة قد اتفقنا على اللقاء الشهرى المعتاد، واتفقنا على أن يكون فى أحد المطاعم على ضفاف النيل، وبالفعل بدأنا نتوافد واحدة إثر الأخرى، إلى أن وصلت إحدانا وهى فى حالة غضب وتتناقش بصوت عال مع مدير المكان، فنهضنا جميعاً نستفسر عما يحدث واكتشفنا أن صديقتنا يمنعونها من دخول المكان، وتعجبت كيف ولماذا؟! فوقعت على رأسى الإجابة كأنها دبش من بتوع الأهرامات، فصديقتى محجبة وقوانين المكان تمنع دخول المحجبات! وتعجبت فهذا مطعم عام وليس بارا، لا سمح الله، فى بلد نسبة المحجبات آنذاك كانت تزيد فيه على الثمانين بالمئة، ثم إن الحجاب أو غيره من الملابس حرية خاصة بصاحبها، فكيف بمكان يقرر أن يمنع فئة من المجتمع من ارتياده، وقد أتفهم أن يمنع مكان ما دخول المنتقبات مثلاً، كإجراء أمنى، لكن سيدة محجبة بغض النظر عن كوننا بلدا إسلاميا أو غيره، وبخاصة أن المنع أو السماح بشىء من ملابس أو غيره من حق جهة العمل فى حالة العاملين، أما فيما يخص الزبائن الذين يرتادون المكان وينفقون من أموالهم عليه رأيته إجراء ليس من حق مطعم ولا غيره.

ودخلت فى نقاش حاد مع مدير المكان وأصررت على أن تدخل صديقتى وإلا.. وبالفعل دخلت الصديقة المحجبة واستكملنا جلستنا وكنا مجموعة متنوعة فى العمل والدين، فمنا المسلمة ومنا المسيحية، ومن الغريب أن بعض صديقاتنا المسيحيات آنذاك واللاتى كن يشتكين لنا من الكثير من الإحساس بالاضطهاد، وكنت أواسيهن بأن الاضطهاد يخصنا جميعاً فى هذا البلد، نساء ورجال ومسلمين وأقباط، إلا من رحم ربى، نظرت إليهن نظرة ذات مغزى ففهمن، لأننا جميعا تربينا فى زمن ومدرسة وبين معلمين ومجتمع لم يعرف معنى لفرق بين مسيحى ومسلم، فقد كنا فى مجتمع الدين لله والوطن للجميع، ومازلنا على نفس عهدنا.

نفس هذه المجموعة جمعتنا بعد الثورة جلسات، ثم قررنا فى إحداها أن نذهب لذات المطعم على النيل حين بدا أن جماعة الإخوان قد أمسكت بتلابيب مصر، فلم يوقف مدير المكان صديقتى المحجبة، بل رحب بها، فدخلت ضاحكة وهى تقول طبعا دلوقت الجماعة بتحكم بس لو يعرف أنى ما انتخبتش مرسى ولا بطيقهم ربما سيطردنى. ومنذ أيام حكت لى صديقتى أن القرية الساحلية التى تسكنها وتتملك فيها «شاليه» بشىء وشويات قررت منع المحجبات من نزول البيسين أو البحر بغطاء الرأس، ومطلوب منهن يعملن «تربون» أو ما يطلق عليه شبانش!

مئات من الفتيات والسيدات فى مصر فى محيط معارفى وعملى خلعن الحجاب بعد نهاية عصر الإخوان القصير، رغم أنهن لم يرتدينه فى عصر الإخوان، كما فعل الكثير من الرجال فى لحاهم نفاقاً للحكام، وحكاية الحجاب فى مصر حكاية تستحق الدراسة بشكل علمى، بعيداً عن المعنى الدينى، لأن الكثير منها لا علاقة له بالدين ولا بالشرع، ولست هنا لأناقش هذا الأمر، فالحجاب أو غيره حرية فرد منحه الخالق هذه الحرية ثم سيجعل حسابه عليه، ولكنى أناقش حالة الفصام العقلى والنفسى الذى نحياه جميعاً ولكن بدرجات، وأتساءل هل هو فصام من آثار حكم فاسد طال أم هو نفاق بمنطق الناس على دين ملوكها. ليس هناك من حل لمجتمع مثل هذا إلا أن يعالج نفسه من الفصام والنفاق والهبل، ويقر ما أقره الخالق عز وجل، فى أن ليس هناك من مسيطر، فكل نفس بما كسبت رهينة، ولو رفعنا هذا الشعار الإلهى أظننا ساعتها فقط سنشفى من الفصام، ونتخلص من المنافقين ونبطل هبل، فكلنا أحرار كما خلقنا الله ودعوا النساء، من تريد الحجاب أو من لا ترتديه فى حالهن، فكفانا فصاماً ونفاقاً و«هبلا».








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة