"فريضة الحج" تسيطر على خطب الجمعة بمساجد القاهرة.. مظهر شاهين: نحن بحاجة إلى المصالحة.. والمساواة الحقيقية تتجلى على الأرض المقدسة.. وخطيب الأزهر: نحتاج لصلة الأرحام

سيطر موضوع "فريضة الحج ومناسكها" على خطب الجمعة اليوم، حيث قال الشيخ مظهر شاهين، إمام وخطيب مسجد عمر مكرم، إن الحج ركن من الأركان الخمسة للإسلام، فالرسول لفت إلى فضل هذه الأيام بما فيها من صدقة وصلاة وصيام، ويمكن أن ينال المسلم فضل وثواب الحج وإن كان فى بيته ولم يكن مستطيعا، فيقلدهم فى المناسك والأعمال، فلا يرفث ولا يفسق .

وأوضح، خطيب عمر مكرم، خلال خطبة الجمعة التى حملت عنوان " فضل العشر الأوائل من ذى الحجة"، أن الإمام ابن تيمية قال: فضل هذه الأيام أفضل من العشر الآواخر من رمضان، بل إن الرسول أكد أهمية وفضل هذه الأيام بل جعلها أفضل من الجهاد.

وتابع شاهين: الكل أصبح يفهم فى كل شىء، حتى أنهم أنكروا على العلماء وأهل التخصص، ولو سكت الجهلاء لما وجدنا خلافًا بيننا، الكل أصبح يفتى، ونحن نحتاج إلى مصالحات بين ذوى الأرحام، لا أقول مصالحة مع من يقتل، فالخلاف دخل فى كل بيت حتى بين الأب وابنه، فنحن أحوج فى هذه الأيام للمصالحات الأسرية".

واستطرد شاهين: "فمن حكمة الحج، أن جميع الحجاج لا فرق بينهم كلهم يتحدثون بكلام واحد وملبس واحد، فتتجلى المساواة الحقيقية على هذه الأرض المقدسة".
ومن جانبه أكد الدكتور محمد الأمير، خطيب الجامع الأزهر أنه تتبقى أيام قليلة فقط على وقفة عرفات، ولابد على كل من نوى الحج، وقرر الذهاب إلى الأراضى المقدسة أن يزور أقاربه ويصل رحمه حتى يتقبل الله منه ثواب الحج، وأضاف الأمير أن الكثير من الناس ينجرفون فى تيار الحياة وينسون أن لأهلهم حقوقًا عليهم.

وأشار الأمير إلى ضرورة الابتعاد عن كبائر الذنوب طالما هناك نية حقيقة للحج، وتمنى الأمير حجا مقبولا لجميع حجاج بيت الله الحرام.

وأضاف خطيب الجمعة بمسجد النور بالعباسية: "نستقبل أيامًا هى خير أيام الدنيا على الإطلاق وهى الأيام العشرة الأولى من ذى الحجة، التى لها فضائل عديدة"، موضحا أن الله فضل الأمة الإسلامية على العالم بفضائل عديدة فرزقهم بليلة القدر التى هى خير من ألف شهر، وأيام جعل العمل الصالح فيها خيرًا من الجهاد فى سبيل الله، مستشهدًا بقوله تعالى "والفجر وليال عشر والشفع والوتر"، وقوله تعالى " وليذكروا الله فى أيام معدودات".

وأوضح خطيب النور، أن من فضائل العشر الأوائل من ذى الحجة أنها تجتمع فيها أمهات العبادات ففيها الصلاة والصوم والصدقة والأضحية وصلة الأرحام، موضحا أن العشر الأوائل من ذى الحجة كرم من الله على الأمة الإسلامية لمن لا يستطيع الحج، قائلا: "الله جعل محطات للعباد تتزود بها فى الآخرة".

وذكر خطيب النور أنه باستطاعة غير القادرين على الحج أن يشاركوا الحجاج نفحات الزمان من خلال العديد من الأعمال قائلا: "تستطيع أن تشارك الحجاج فى العشر الأوائل من ذى الحجة، لو أنك خرجت إلى المسجد لتتعلم علمًا أو تلقى علمًا، فالناس تحتاج إلى الفقه"، مشيرا إلى أنه من ضمن الأمور التى يستطيع من خلالها الإنسان أن يحصل على ثواب الحج فى هذه الأيام بر الوالدين، وصلاة الفجر فى جماعة وقراءة القرآن حتى طلوع الشمس وتقديم الخير للغير وقضاء حوائج الناس.

وقال خطيب مسجد الحصرى بمدنية 6 أكتوبر، إنه يجب على المسلم الحق التقرب إلى الله فى هذه الأيام، وطالبهم بكثرة التهليل والتسبيح لتوبة الله عن الذنوب.

وطالب الخطيب، خلال خطبة الجمعة، المصلين بكثرة الصلاة والتوبة، خلال شهر الحج، وضرورة الإخلاص فى العمل والعبادة والتوبة إلى الله فى هذه الأوقات المباركة.

وأضاف الخطيب: "إنه لمن العيب أن نعرف أن إخواننا يحجون بيت الله الحرام، ونحن نقوم بارتكاب المعاصى والذنوب، فيجب علينا التقرب إلى الله".

وقال خطيب الجمعية الشرعية الرئيسية بشارع الجلاء بوسط القاهرة، إن أفضل عمل لابد أن تشهده مصر الآن هو الإصلاح بين الناس فى ظل تفسخ المجتمع كل يغنى على ليلاه، حيث لا يخفى على أحد أن الأمة الإسلامية والعربية تمر بمؤامرات لتفتيتها إلى دويلات، مؤكدا أننا نعيش بدايات شهر ذى الحجة الذى يضم العشر الآوائل من الشهر، التى أقسم بها الله تعالى لعظمتها لكون العظيم لا يقسم إلا بعظيم".

وأضاف خطيب الجمعية الشرعية فى خطبة عن العشر الآوائل من ذى الحجة، أن الله فضّل بعض الأماكن على بعض وبعض الأزمنة على بعض وفضل بعض العباد على بعض مؤكدا أن العشر الآوائل من ذى الحجة نالها هذا التفضيل، مشيرا إلى أن الله اشترط فى الحج زمانًا ومكانًا بعينهما، وكان لهما التفضيل.

وعممت مديرية أوقاف أسيوط، اليوم، خطبة الجمعة الموحدة بجميع مساجدها بمختلف مراكز ومدن المحافظة، بعنوان "العشر الأوائل من ذى الحجة.. مناسك وفضائل".. صرح بذلك الشيخ محمد العجمى، وكيل وزارة الأوقاف بأسيوط .

وقال وكيل وزارة الأوقاف بأسيوط، خلال خطبة الجمعة، إنه من رحمة الله تعالى، بعباده أن جعل لهم مواسم للخيرات، تضاعف فيها الحسنات، ويستكثرون فيها من الأعمال الصالحات، حيث يتجدد فيها نشاط العبد فيسارع إلى الخيرات ليتقرب من رب الأرض والسموات .

وأشار الشيخ محمد العجمى إلى أن الله تعالى فضل بعض الأزمنة على بعض، ففضّل بعض الشهور ـ وهى الأشهر الحرم ـ على غيرها من الشهور، كما فضّل تبارك وتعالى ـ بعض الأيام على بعض، ففضل العشر الأوائل من شهر ذى الحجة على سائر الأيام، وجعل العمل الصالح فيها أكثر ثوابًا وأعظم أجرًا من العمل فيما سواها من الأيام.

وتابع "العجمى" أنه بالنظر إلى هذه الأيام ـ العشر الأوائل من ذى الحجة ـ نجد أنها حظيت بهذه المكانة وتلك المنزلة، لاجتماع أمهات العبادات فيها، وهى الصلاة، والصيام والصدقة، ووقوع غالب مناسك الحج فيها، ولا يتأتى ذلك فى غيرها، ففيها يوم التروية، وهو اليوم الثامن من ذى الحجة، وفيها يوم عرفة، وهو اليوم التاسع من ذى الحجة، وهو يومٌ معروفٌ بالفضل وكثرة الأجر وغفران الذنب، وفيها كذلك يوم النّحر، وهو اليوم العاشر من ذى الحجّة، وهو أفضل الأيام، وفيه معظم أعمال النسك: من رمى الجمرة، وحلق الرّأس، وذبح الهَدْى، والطّواف، والسّعى، وصلاة العيد، وذبح الأضحية، واجتماع المسلمين فى صلاة العيد، وتهنئة بعضهم بعضٍّا.


موضوعات متعلقة:
خطيب مسجد "النور": العشر الأوائل لذى الحجة كرم من الله للمسلمين