سامح جويدة

الحل الوحيد للقضاء على فساد الإعلام "2 "

الثلاثاء، 02 سبتمبر 2014 06:05 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
اتفقنا فى المقال الماضى على أن الشىء الوحيد الذى يحرك الفضائيات والصحف والإذاعات هو المال، فسواء كان الإعلام قوميا أو خاصا أو دوليا فإن مموليه هم الذين يحركون رجاله، لذلك لا مجال للحديث عن المهنية والموضوعية والحرفية و«الكلام المجعلص ده» مادامت رؤوس الأموال تحرك عرائس الإعلام، فالحل الوحيد للقضاء على فساد الإعلام هو أنت يا عمنا.. يجب أن تغير المحطة وتمسح القناة الفضائية أو تمتنع عن شراء الجرائد التافهة وفتح المواقع الإخبارية الكاذبة، يجب أن تتعلم أن تقاطع كل أنواع الإعلام المضلل الفاسد وأن تعلم أبناءك أن يحتقروه ويتجنبوه، لكن المصيبة أن الكثيرين يتفرجون على برنامج فلان الفلانى عشان يشاهدوا أكاذيبه أو يضحكوا على انفلاته أو كلامه المسف، أو يشترون جريدة لمطالعة الشائعات والفضائح، أو يتهافتون على موقع إخبارى معروف بالإباحية والتجاوز بغرض التسلية وإضاعة الوقت، بل إن البعض يضيع من عمره ساعات طويلة لمشاهدة مسلسل فج تافه لمجرد أنه تابعه من البداية أو ليسخر من تفاهته بين الأصدقاء، معظم مشاهدى الفضائيات لا يعجبهم ما يرونه ولا يرضيهم ويستمرون فى المشاهدة للسخرية أو النقد أو تضييعا للوقت، وبذلك تحصل الفضائيات الأسوأ على أعلى درجات المشاهدة، بينما تقفل القنوات الهادفة والعلمية والتاريخية، حيث لا يتابعها أحد، وبالمثل فى الصحف والمواقع الإخبارية الإلكترونية كلما زادت الإثارة والفضائح والشائعات والأكاذيب زاد عدد القراء و العكس صحيح، لذلك يتمسح صانعو الإعلام فى المقولة الخالدة «الجمهور عاوز كده»، وبطبيعة الحال الشركات المعلنة أو المصدر الأساسى لتمويل الإعلام لن تهتم بأى شكل من الأشكال بثقافة سيادتك أو بالشفافية والموضوعية و«الهجص ده»، فلا يمكن مثلا أن تهتم شركة ملابس داخلية أو خدمات محمول أو علب كازوزة بأخلاقياتك وهويتك الثقافية وحصادك من الفكر والمعلومات «لامؤخذة أنت بتحلم»، لذا عليك أن تفرض عليهم ثقافتك واهتماماتك وأن تقاطع ما ينشرونه من إعلام مبتذل تافه، إما أن تفعل هذا أو «اشرب بقى» وتقبل كل ما يفعلونه فيك.،فلا الدولة ولا جموع المثقفين ولا حتى حرس الحدود قادرون على حماية عقلك ومداركك، فهذا شأنك وحدك فلا تعتمد عليهم فى القضاء على فساد الإعلام وأنت السبب الأول فى انتشاره.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة