مولاى، تطوف الأبدان والقلوب والأرواح حول البيت العتيق حبا وطاعة وشوقا لنسمات رحمتك وتجليات عظمتك. يا ربنا يا علام الغيوب، القلوب عشقت أنوارك منذ بداية الخلق وقبل ذلك فى عالم الذر وهرعت الى أنوارك. وأجاب الجميع عند تجليك المقدس «أنت ربنا». كان السجود كاملا. والإقرار تاما واليوم تتذكر الأرواح هذا السجود وتلك الغبطة وتسترجع جمال العبودية لله العلى القدير الحى القيوم. تسيل الدموع حارة بحرارة القلوب العاشقة لربها ونورانية من مناجاتها لبارئها الكريم الذى خلق فسوى وقدر فهدى.
ربنا.. قلت وقولك حق لا تسعنى أرضى ولا سمائى ولكن يسعنى قلب عبدى المؤمن وقلوب عبادك تهيم وتناجى وتسألك الرحمة والمغفرة بعد أن تطهرت من كل ما يغضبك فى كل نفس صادر عن صدور هى بيوت عباده يعلو فيها ذكرك وشكرك وقد امتلأت بأنوارك القدسية. لقاء العبد بأنوار الحق فى عالم الشهادة حول الكعبة أو فى علم الروح أو فى أغوار القلب هو الذى منه وبه يولد الإنسان العابد النورانى الذى يصبح قبسا من النور يهدى بسلوكه وبحضوره غيره من البشر الذين انشغلوا بالصغائر عن عظائم الأمور وعن النور. المحب يخلق الحب فى القلوب والسعادة فى الصدور. المحب يبدد الظلام الموجود فى القلوب والعقول.
يا كريم يا رحيم يا رب الوجود كله الذى يقترب لا يريد أبدا الابتعاد لأن البعد عنك هو الجحيم بعينه وهو الضلال والظلام وهو سجن العذاب الذى لا فرار منه إن لم تشمل العبد برحمتك وعنايتك. كما أن البعد جحيم فالقرب جنة وسعادة وتحليق فى النور وعلوم وسرور ورفعة وجلاء للبصر والبصيرة وثبات على طريق الحق.
صاحب القلب الذى تجلى عليه الحق يدرك الحقيقة ويفهم أن عالم الشهادة ليس عبثا وكل حياة فى هذا العالم لابد لها من نهاية ولأن الأمور ليست عبثية فكل فعل لها ثواب أو عقاب والله ليس بظلام للعبيد. فسيقام ميزان العدل. فطوبى لمن كان قلبه بيت من بيوت الله تقام فيه الصلوات ويعلو فيه الذكر. هؤلاء هم أهل السعادة. اللهم اجعلنى منهم. آمين.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة