يستيقظ فى السادسة صباحا بهمة بالغة، يتوجه مسرعا إلى المقهى الكبير الواقع بشارع "كلوت بك" بميدان رمسيس، ليستقر على ذلك كرسيه الخشبى الذى اعتاد الجلوس علية عشر سنوات مضت فى منصب "الكبير"، ليستعد الشيخ "عبد السلام عبدالغنى" 66 عاما، أو كما يعرفه العديد من أصحاب المقاهى بـ"شيخ القهوجية"، لحل مشاكل عمال المهنة وتنفيذ أحكامه النافذة على أصحاب المقاهى والعمال معا.
يتحدث الرجل الستينى عن نفسه فيقول: "أنا شيخ القهوجية فى المنطقة هنا ولينا قهاوى كثيرة تابعة لينا، والمشيخة دى منصب عادى زى شيخ الصيادين، فكل شغلانة ولها شيخ واللى ملوش كبير بيشترى كبير"، يضيف أنه حصل على هذا اللقب منذ أكثر من 10 سنوات بعد وفاة شيخ القهوجية السابق، حيث تم اختياره وفقا لعدد من المعايير التى وضعها القهوجية أنفسهم.
يشرح الشيخ "عبد السلام" وظيفة شيخ القهوجية بأنه تقع عليه مسئولية توفير العمال لكل المقاهى التابعة له وحماية حقوقهم، بمجرد أن يحتاج أى صاحب مقهى أى عامل، تكون هذه مسئولية شيخ القهوجية، كذلك يتولى الدفاع عن "صبيان المقاهى" ضد أى ظلم قد يتعرضون له من قبل صاحب المقهى، بالإضافة إلى فض النزاعات بين أصحاب المقاهى المختلفة معا "لو فيه مشكلة بين صاحب قهوة وواحد تانى أو بينه وبين صبى عنده فى القهوة وكله بالمحبة".
أما عن سوق المهنة فيقول إنها مهنة ناجحة لا يمكن لها أن تخسر مهما كانت الظروف، فالجلوس على المقهى هو أمر طبيعى يجرى فى دماء المصريين، يضيف أن المشكلة الرئيسية فى هذه المهنة تتمثل فى قلة العمالة وعدم انتظامها، حيث يتوقف العمل فيها على عدد من الاعتبارات بداية من صاحب القهوة، ثم "لسان الصبى الحلو"، ثم رغبة العامل نفسه، مشيرا إلى أن أى مقهى يحتاج إلى 3 عمال أساسيين أحدهم على "النصبة" والآخر على "الأرضية" والثالث "مساعد"، ويختلف هذا الأمر من مقهى إلى آخر حسب كمية المترددين عليه.
الشيخ عبد السلام عبدالغنى
لافتة لمقر شيخ عمال المقاهى
شيخ القهوجية
موضوعات متعلقة
سعوديات جامعيات يعملن "قهوجيات"
"اللى ملوش كبير يشترى له كبير".. الحاج "عبدالسلام" شيخ القهوجية بميدان رمسيس.. تخصص فى حل مشاكل عمال المهنة واعتبروه نقابة متنقلة.. أحكامه نافذة على الجميع و"كله بالمحبة"
السبت، 20 سبتمبر 2014 12:00 م
الشيخ عبد السلام عبدالغني
كتب مؤنس حواس
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة