الكلمات هنا من وحى الأقوال المأثورة للرئيس عبدالفتاح السيسى قبل الرئاسة وبعدها، لا هدف منها سوى قرع الطبول، حتى لا نسقط فى فخ المعطيات التى تؤدى إلى نفس النتائج.. اقرأ واعتبرها مجرد «عكننة» صحية مطلوبة كجزء من الوقاية التى هى بكل تأكيد خير من العلاج.
- قبل عام 2002 كان يمكنك وصف الوضع السياسى المصرى بلغة أمنية سليمة مستخدما عبارة: «تمام يا فندم الوضع مستتب وكل الأمور تحت السيطرة»، أيضا يمكنك أن تستخدم وصفا أدبيا يقول: «وكأنه بركة عفن ماؤها الآسن يعكر صفو الأرواح من شدة الركود وتتمنى العيون أن تبصر أحدهم وهو يلقى بحجر ضخم يضخ فى جسد الماء الراكد أمواج الحركة». كان الوضع السياسى تحت السيطرة، تتمنى وسائل الإعلام كلمة من الرئيس، وإن تكلم توحدت كلها لإذاعة الكلمة، وإن فعلها المحاور وقاطع الرئيس يسود التوتر الأجواء وتنقلب ملامح الرئيس ثم يتبعها صوت رخيم تسيطر عليه العصبية رافضا للمقاطعة وكأنها عيب فى ذات ملكية.
قول مأثور قاله السيسى متحدثا إلى لميس الحديدى وإبراهيم عيسى فى الحوار الشهير: «أتكلم أنا ولا تتكلموا أنتم؟ اسمعونى من فضلكم.. انتو عاوزين تسمعونى ولا عاوزين تتكلموا».
- قبل عام 2002 كانت المظاهرات فى مصر نادرة، تكاد تكون فعلا من أفعال الحرام– باستثناء مظاهرات التنفيس الفلسطينية- بخلاف ذلك كانت الدولة تنزعج وترتبك وتخرج بأساطيلها الأمنية لمحاصرة 300 أو 200 متظاهر أمام حزب التجمع أو على سلالم نقابة الصحفيين وكان الإعلام الحكومى يصف المتظاهرين والمظاهرات بأنها أعمال تخريبية تعطل عجلة الإنتاج وتؤدى إلى سقوط البلاد، وأن الدولة تفرق بين المظاهرات المسؤولة والمظاهرات الغير، وحينما تسأل ما هو التظاهر المسؤول؟ ترد الدولة قائلة: هنبقى نحدد معناه بعدين؟
قول مأثور قاله الرئيس للإعلاميين: «التظاهر غير المسؤول هيوقع مصر.. الأمر لن يستقيم بحالة الفوضى بالشكل اللى كانت موجودة فيه».
- قبل عام 2002 لم يعرف أحد تعريفا لفكرة نقد رئيس الدولة، كانت الصحف والفضائيات تتغذى على انتقاد رئيس الحكومة والوزراء، لأن عرفا سائدا فى تلك الفترة كان يقول بأن الرئيس لا يتحمل أى نقد يطوله هو وزوجته وأسرته، ومع تطور الأمر وظهور كفاية وتطور حركة المعارضة لتطول الهتافات الرئيس وأسرته، أصبح المحدد الأول لتقبل هذا النقد أو ذاك هو مزاج الرئيس الشخصى، وقدرته على الاستحمال وليس القانون، إن غضب الرئيس من نقد معارض ضربوه على الصحراوى أو أجلسوه فى بيته، وإن لم يغضب وتحمل مراعاة لظروف خارجية أو داخلية فلا بأس.
قول مأثور: «سألت المذيعة ضيفها الذى كان مرشحا للرئاسة ونجح فى الفوز بنسبة %98: حضرتك هتقبل الانتقادات والمعارضة إذا أصبحت رئيسا؟ يرد الضيف قائلا: هستحمل ده..».
هل أخبرتك من قبل أن كتبا كثيرة فى علوم الرياضيات قد اتفقت على حقيقة علمية تقول: «إن المعطيات الواحدة دوما ما تصل بنا إلى نتائج واحدة مهما اختلف شكل المعادلة أو طريقة البرهان»؟.. أعتقد نعم.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة