صالح المسعودى يكتب: القنطرة شرق بين نشوة الانتصار ومرارة الانتظار

الأحد، 21 سبتمبر 2014 02:16 م
صالح المسعودى يكتب: القنطرة شرق بين نشوة الانتصار ومرارة الانتظار صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قد يكون عنوانًا مطولًا لكنه للأسف الشديد يحكى قصة مكان عاش الآلام ولكنه ينتظر الآمال التى طال انتظارها، فالقنطرة شرق عزيزى القارئ لمن لا يعرفها هى جزء عزيز من أرض مصر الطاهرة.

فى هذا المكان تحديدا كانت أكبر حرب للدبابات فى العالم فتم تدمير مدينة القنطرة شرق تدميرا شبه كاملا وبالطبع تم تهجير أهلها جميعا ليهيم أكثرهم على وجهه فى جنبات مصر المحروسة يبحث عن المأوى.

ودارت أيام الهجرة بسنواتها كأنها غرف مظلمة لا تكاد ترى فيها بصيص الأمل حتى إذا انكشف الغطاء وغردت الآمال وبدا لأهلها الإشراق من جديد (فقد كانت القنطرة شرق أول مكان فى سيناء يتم تحريره فى يوم 8 أكتوبر 1973).

فقد أحس أبناء القنطرة شرق بنشوة الانتصار أضعاف غيرهم من أبناء مصر فهم أكثر من عانى من تهجير وتدمير، ولكنهم ورغم تلك المعاناة لم يفقدوا الأمل فى العودة لها وإعادة إعمارها من جديد.

ومرت الأيام وبعد انتصار جيشنا العظيم فى حرب التحرير بدأ الحلم يراود أبناء القنطرة شرق فى العودة لأحضانها وعند أول فرصة بعد توقف المعركة وبداية الانسحاب الإسرائيلى بدأ أبناؤها فى العودة إليها.

ولكن لمن لا يعرف كانت القنطرة شرق تتبع محافظة سيناء وهذا التنويه مقصود لمن لا يعرف قيمته، فقد بدأت الدولة فى توجيه معظم دعمها لإعمار مدن القناة بعد سنوات الحرب الطويلة، وهنا لم تمتد يد التعمير للقنطرة شرق نظرا لأن سيناء مازالت تنتظر الجلاء التام من العدو الغاصب.

وبعد أن قاربت عملية إعمار مدن القناة على نهايتها وإعادة المهجرين منها إليها حدث ما لم يكن فى الحسبان فقد صدر القرار الجمهورى سنة 1979 بضم 30 كيلو متر شرق القناة إلى محافظات القناة فكانت القنطرة شرق من نصيب محافظة الإسماعيلية.

ثم توقف دعم الدولة ولو بشكل نسبى لمدن القناة ليتجه لدعم سيناء وتعويض أهلها عما عانوه من ويلات الاحتلال الغاشم والحروب التى قضت على الأخضر واليابس ليعودوا إلى أحضان مصر أم الدنيا التى ضحت بزهرة شبابها من أجل تراب سيناء.

ولكن فى هذا التوقيت ومع نشوة العودة والدعم اللا محدود لسيناء نسى الجميع مع الأسف الشديد القنطرة شرق وتناسى الجميع أيضا معاناة أهل هذه البقعة العظيمة فهم لم ينالوا نصيبهم من الأعمار مع باقى مدن القناة، ولم يتمكنوا من اللحاق بركب الإعمار مع أبناء سيناء وبقيت القنطرة شرق (محلك سر).

بالتأكيد لا أقصد بما كتبت البكاء على الأطلال ولا على اللبن المسكوب ولكنى قصدت أن أبعث برسالة إلى القيادة إلى الحكومة إلى كل من يهمه الأمر أقول فيها: (لقد طال انتظار هؤلاء طويلا فهل آن الأوان لأن تدركهم نفحات رحمة القلوب المخلصة من أجل أن يحس هؤلاء أنهم جزء من هذا النسيج الوطنى).

فلقد دارت عجلة التنمية شرق القناة الآن فهل فكر أحد المسئولين فى أن يكون لأبناء القنطرة شرق ولو الجزء اليسير من التنمية الحقيقية ليتم تعويضهم عن تلك المعاناة التى عايشوها فى كل السنوات العجاف السابقة أم أن عليهم أن ينتظروا ثم ينتظروا ثم ينتظروا.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة