وقامت روسيا فى الأشهر الماضية بعدد كبير ومكثف ومفاجئ من المناورات العسكرية بأمر من الرئيس الروسى فلاديمير بوتين لاختبار قوة وجاهزية القوات الشرقية الروسية، وفى المناورات الروسية تستخدم القوات المسلحة الروسية عددا كبيرا من المعدات والأسلحة بأشكالها المختلفة التى قد لا نرى مثيلا لها من قبل، خاصة فى المناورات العسكرية فوستوك 2014.
وانطلقت فى أراضى المنطقة العسكرية الشرقية، يوم الجمعة 19 سبتمبر، مناورات "فوستوك 2014"، بمشاركة حوالى 100 ألف جندى، وذكرت ذلك الخدمة الصحفية التابعة لوزارة الدفاع الروسية أنها سوف تجرى هذه التدريبات التى ستستمر إلى 25 سبتمبر، فى أكثر من 20 منطقة عسكرية تابعة للقوات البرية والبحرية والجوية، ضمن أراضى المنطقة العسكرية الشرقية.
ووفقا لوزارة الدفاع الروسية، من المقرر أن تشارك فى هذه التدريبات القتالية 1500 دبابة و120 طائرة، و5000 قطعة حريبة، فضلا عن 70 سفينة، وفى المناورات ستشارك أيضا وحدات الدفاع الجوى التى سبق أن شاركت فى 11-18 سبتمبر خلال التفتيش المفاجئ الذى جرى آنذاك، بالإضافة إلى ذلك، سيتم نقل المزيد من الإمدادات من المنطقة العسكرية الغربية.
وسيتدرب العسكريون الروس على حماية الجزر البحرية والساحلية فى مناطق ساخالين، كامتشاتكا، تشوكوتكا، وفى الجزء الجنوبى من منطقة بريمورى والمناطق البحرية فى كامتشاتكا، كما سيتم فى سياق المناورات إطلاق الصواريخ التكتيكية وصواريخ كروز فى المرابص البرية والبحرية والجوية.
وأكملت القوات الجوية الفضائية الروسية تدريبات واسعة النطاق، تم خلالها التدريب على مواجهة العدو المفترض عندما يستخدم الأسلحة النووية، حسب ما قال الممثل عن دائرة الصحافة والإعلام لوزارة الدفاع الكولونيل ألكسى زولوتوخين.
وتم وضع القدرات الاستخباراتية والمعلوماتية على أهبة الاستعداد القتالى لأداء المهام، فى حال كان العدو المفترض سيستخدم ليس فقط الأسلحة التقليدية فحسب، بل والأسلحة النووية. ففى كل يوم تنفذ حوالى 1500 مهمة للمركبات الفضائية المدارية الروسية، وحوالى 80 ألف عملية قياس على الأجسام الفضائية.
وبدأ الطيارون وقوات البحرية التابعة لأسطول المحيط الهادئ بالعمل على حماية قوات الأسطول من ضربات العدو الوهمى فى المناطق البحرية القريبة والبعيدة، خلال مناورات "فوستوك 2014" الواسعة النطاق.
ذكر ذلك الممثل الرسمى لوزارة الدفاع الروسية ووفقا له: انتهت مجموعة السفن الضاربة التابعة لأسطول المحيط الهادئ من عملية الانتشار فى المناطق البحرية بشمال غرب المحيط الهادئ، بما فى ذلك بحار أوخوتسك واليابان، وبعد ذلك، بدأت السفن فى تنفيذ المهام الموكلة إليها لضمان تجنيب الأسطول ضربة محتملة من العدو الوهمى فى المناطق البحرية القريبة والبعيدة.
شاركت فى هذه المناورات الاستراتيجية نحو 30 سفينة، بالتنسيق مع المقاتلات المضادة للغواصات من طراز "إيل – 38" و"تو – 142"، فضلا عن الحوامات المضادة للغواصات من طراز "ما – 27 بى إل".
تقوم الطائرات بالبحث عن غواصات العدو الوهمى فى مناطق محددة، بينما تنفذ طواقم "توبوليف 142" و"إيل 38" أثناء البحث المهام الموكلة إليها لإيجاد الغواصات، أما الحوامات تعمل فى البحث عن الغواصات باستخدام تقنية التنصت فى أعماق الماء، ومن ثم نقل المعلومات إلى مجموعات السفن الحربية الضاربة.
ومع استخدام السفن المضادة للغواصات لأجهزة التنصت فى الماء يجب أن تكتشف وبأقصر وقت ممكن غواصات العدو الوهمى التقليدية، ومنعها من تنفيذ الهجوم، وفقا للضابط البحرى، وأضاف، أنه عند معالجة هذه العمليات فى مناورات "فوستوك 2014" سيتم تقييم عمل السفن المضادة للغواصات.
من جانبه، شدد نائب رئيس وزراء روسيا دميترى روجوزين المسئول عن تزويد الجيش الروسى بالأسلحة الحديثة على ضرورة إحاطة أسلحة تستطيع أن "تثير الدهشة فى لحظة حرجة"، بالسرية.
وذكر، نائب رئيس الحكومة الروسية، فى حديث إلى قناة "روسيا 24" أن روسيا ستنتهى من تجديد ترسانتها النووية الاستراتيجية بحلول عام 2020.
وتقوم روسيا فى الوقت نفسه بتزويد جيشها وأسطولها بالأسلحة التقليدية الحديثة، ويجب أن تبلغ نسبة الأسلحة العصرية على حد قول روجوزين الذى يتولى مسئولية ملف التصنيع العسكرى، إلى إجمالى أسلحة الجيش الروسى 30 فى المائة بحلول عام 2015، ثم سترتفع هذه النسبة إلى 70 فى المائة بحلول عام 2020.
وشدد روغوزين على أهمية أن يكون الجيش الروسى قادرا على وصول سريع إلى "أى مسرح للعمليات الحربية" عند الضرورة، وأن يمتلك أسلحة تستطيع أن "تُدهش زملاءنا فى لحظة حرجة".
ونوه روغوزين إلى ضرورة أن تحيط روسيا أسلحة من هذا القبيل بالسرية الشديدة، وبدأت روسيا بتنفيذ برنامج تحديث أسلحة قواتها المسلحة منذ عام 2008.
وكشف نائب رئيس الحكومة الروسية أن روسيا تعمل فى اتجاه إبداع "أسلحة الجيل السادس".
وأعلن روجوزين، أن روسيا تواصل العمل فى 40 مشروعاً تكنولوجياً لإنشاء أسلحة تنتمى إلى الجيل السادس من التقنيات العسكرية، مشيرا خلال اجتماع مع المسئولين عن قطاع الإنتاج الحربى فى العام الماضى "علينا أن نمكّن قواتنا المسلحة من إتباع أساليب حرب غير تلاحمية"، مشيرا إلى أن إحدى المهام الموكلة إلى صناعة الدفاع تقتضى تمكين القوات المسلحة من تحقيق المهام المطروحة عليها بأقل الخسائر البشرية والمادية.
ويستخدم الجيش الروسى الآن أسلحة الجيلين الثالث والرابع فى الغالب، وينسب الخبراء مقاتلة "تى-50" التى ستبدأ القوات الجوية الروسية تسلمها خلال عام 2016 إلى الجيل الخامس من التقنيات العسكرية.
وقال روجوزين فى مقال له تحويه مجلة "ناتسيونالنايا أوبورونا" (الدفاع الوطنى) فى عددها الأخير إنه "بدأ العمل فى 23 مشروعاً وفقا لخطة أعمال مؤسسة أبحاث المستقبل، وسوف يرتفع عددها فى نهاية العام (2014) إلى 40 مشروعا"، منوها إلى أن كل مشاريع مؤسسة أبحاث المستقبل تتضمن إبداع ما ينتمى إلى "الجيل التكنولوجى السادس".
وقال روجوزين مخاطبا مسئولى الصناعة الفضائية، "نرى كيف أن حلف شمال الأطلسى (الناتو) يتقدم نحو الشرق وعلينا، فى الحالة هذه، أن نبصر ونسمع ونستشعر كل شىء بمساعدة الأقمار الصناعية وعلى هذا الصعيد يجب أن تغدو شركة روسيا للأنظمة الفضائية مؤسسة أساسية يعتمد عليها قطاع الصناعات الفضائية".
وقال نائب وزير الدفاع الروسى يورى بوريسوف، عقب اجتماع وضع البرنامج الحكومى للفترة 2016-2025: "روسيا قد تضطر لفعل ذلك، لكننا سنقوم بتطوير نظام لمواجهة هذه الأنواع الجديدة من الأسلحة، لأن المبدأ الأساسى لبلادنا هو الدفاع ولن نقوم بتغييره".
وصرح "بوريسوف" أن روسيا قد تنشئ نظام الضربة العالمية الفورية الخاص بها، لكنها ستنطلق من مبدأ الأسلحة الدفاعية.
القطار العسكرى والمنظومة الصاروخية المؤلفة من عدة عربات تشبة القطار ويحتوى على صواريخ باليستية وعابرة للقاراتى
صاروخ نووى روسى
المناورات العسكرية الاستراتيجية الروسية "فوستوك" 2014
قوات المظلات الروسية تصعد على متن طائرة روسية خلال مناورات فوستوك
قوات المظلات الروسية تقفز من على متن طائرة روسية خلال مناورات فوستوك 2014
الجنود الروس خلال مشاركتهم فى المناورات العسكرية فوستوك
إطلاق صاروخ على متن سفينة حربية روسية
موضوعات متعلقة
نائب مدفيديف: موسكو تحدث الأسلحة النووية عام 2020 بنسبة 100%
